جريمة كنيسة القديسين بالإسكندرية أوجعت قلوب المصريين جميعاً، وأبكت العيون وأضاعت البهجة بحلول العام الجديد، وندعو لهم بالرحمة مع شهداء المصنع المنهار وركام العمارات المخالفة. تأتى هذه الجريمة البشعة بعد إقصاء المعارضة فى الانتخابات الأخيرة، والتى وصفها رئيس الجمهورية بأنه شابها بعض التجاوزات، ووصف رئيس مجلس الشعب السلبيات، التى أثارها برنامج «مصر النهارده» بعبارة «فيه حاجة غلط» ثم بدأت المبادرات ببرامج التوك شو عن إنشاء بيت العائلة أو تغيير الخطاب الدينى أو إحكام الحراسة على الكنائس.. «العدل» يا سادة هو الحل، العدل أساس الملك.. حقاً، عدلت فأمنت فنمت يا عمر..
العدل يا سادة فوق الأمن المركزى، وفوق قانون الطوارئ المستمر لثلاثة عقود (تستحق فعلاً التسجيل فى موسوعة جينيز الشهيرة).. الوطن يا سادة مسلوب نتيجة تزييف الانتخابات الأخيرة من قبل الحزب الحاكم، ولابد أن يولد العدل يوماً من رحم العذاب والمهانة اليومية للمصريين، وفساد كبار الموظفين، وتباين رواتبهم مقارنة بالحد الأدنى والذى يصل إلى خمسة آلاف ضعف، وكذلك بلطجية الانتخابات وسماسرة العلاج والأراضى، وسُعار الجباية فى بعض دواوين الحكومة، والمستشفيات الخالية من الموارد البشرية والمادية، والتخريب المتعمد فى بعض مراكز البحوث وكل صور الفساد، التى أذلت المصريين وأهدرت كرامتهم.. لابد أن يولد العدل يوماً ويستعيد المصريون وطنهم المسلوب!!
عميد كلية الصيدلة الأسبق بالإسكندرية