بتاريخ 26 أكتوبر الماضى كتبت ضمن عدة حلقات عن بطولات السويس الخالدة، عن موقف لم يذكره أحد من قبل متعلق بالفنان محمد حمام رحمه الله، والشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، اللذين أخرجا لنا الأغنية الخالدة (يا بيوت السويس).. واليوم أضيف موقفا آخر عن الفنان محمد حمام.. فعندما كان طالباً بكلية الفنون الجميلة ولكونه يسارياً فقد صدر قرار فى 1959 باعتقاله وكل من يساعده على التخفى والهرب.. كانت حملة عنيفة ضد اليساريين فى مصر.. وكان لحمام صديق حميم زميل دراسة هو عفت رزق الله مسيحى الديانة.. كان مقيماً فى حى الظاهر والده ضابط بالبوليس المصرى..
وقرر عفت أن يخفى محمد حمام بمنزله، وأخبر أمه وأخته بحقيقة الأمر، وأخفاه عن والده.. وشرح لحمام كل طرق الهرب عبر الأسطح فى حالة مداهمة المكان.. وتولت أمه وأخته الجلوس فى بلكونة الشقة لمراقبة الشارع وتحذيره عند قدوم خطر!! كانوا يعلمون أنه «مسلم» ويحمونه من بطش السلطة.. هكذا كانت الروح السائدة بين المسلمين والمسيحيين.. إنها تفاصيل تفوق ما ورد فى فيلم «فى بيتنا رجل» ومازال المهندس عفت رزق الله مقيماً بنفس المنزل رمزاً للأصالة والرجولة.
وعلى جانب آخر دعونى أذكر لكم ما حدث مع شقيق محمد حمام المحاسب القانونى الصديق مصطفى حمام عندما توجه مساء الخميس الماضى للكنيسة للمشاركة فى أعياد الميلاد.. إلى الغد.
