أشعر كما يشعر المصريون جميعاً بغصة ومرارة فى الحلق لما حدث ليلة الجمعة الماضى بعد منتصف الليل، والكل يستقبل عاماً جديداً يحدوه الأمل والعزيمة. ما حدث لا يمثل جريمة عادية بل يمثل مأساة إنسانية بكل المقاييس ليس للإخوة المسيحيين فقط بل للمصريين جميعاً مسلمين ومسيحيين، لا أدرى بأى منطق وبأى فتوى استدل بها من قام بهذا الاعتداء الأليم على كنيسة القديسين بالإسكندرية، الذى راح ضحيتها العشرات من القتلى والمصابين.. الأنظار تتجه الآن إلى تنظيم القاعدة الذى هدد منذ فترة، ليست بالبعيدة، بأن الكنائس المصرية باتت مستهدفة من التنظيم!!
إن جميع علماء الإسلام أدانوا هذا التصريح فى حينه، خاصة مؤسسة الأزهر الشريف، وأكبر فصيل إسلامى مصرى وهو جماعة الإخوان المسلمين.. الجديد فى هذه العملية طريقة وأسلوب تنفيذها- كما قيل- وهى السيارات المفخخة التى لم تحدث قبل ذلك أيام معركة الدولة مع ما سمى فى الماضى الجماعة الإسلامية، وتنظيمات العنف المختلفة التى شهدتها مصر فى بداية تسعينيات القرن الماضى، كما أن التنظيمات الإسلامية المصرية حين قتلت فى الماضى بعض الإخوة المسيحيين لم تقتلهم بسبب معتقدهم الدينى، ولكن قتلتهم لأسباب شخصية بحتة، وأيضاً من زاوية الضغط على النظام المصرى حين ضيّق الخناق عليها.
لا أستطيع أن أصف مدى شعورى بالخوف والقلق على مصر، وذلك لإحساسى بأن فكر القاعدة بدأ يجد أرضاً خصبة فى مصر، خاصة أن التربة باتت ممهدة ومهيأة لاحتضان أفكاره، وذلك لعدة أسباب منها الفقر والظلم والبطالة، لى اقتراح أود من المسؤولين الأخذ به، وهو إقامة سرادق عزاء كبير بين كنيسة القديسين والمسجد هناك فى الإسكندرية يتلقى العزاء فيه شخصيات إسلامية ومسيحية وممثلون عن التيارات السياسية والاجتماعية المصرية، ونذهب نحن المصريين لتأدية واجب العزاء فى مصابنا الأليم.
ديروط