بصراحة كده الحياة اتغير لونها من الفواتح للغوامق، ومن المنقرش والسادة للمضلع والكروهات، ولم تعد حلوة كما كانت، طلع فى دماغى إن الجواز حياة تانية، والتفكير فيه متعة، والاستعداد له حلو بطعم العسل، عايز عروسة متعلمة، وفاهمة الدنيا ماشية إزاى، تعرف تطبخ، ومدبرة، وكمان تذاكر للعيال، وتاخد بالها منى، ومن أمى، وتكون بنت حلال عايزة تعيش وتعمر، وماتكونش رغاية، وكمان تحب الكورة وزملكاوية! علشان أنا أهلاوى!!
وتكون جذابة وبسيطة فى كلامها وتعبيراتها.. أريدها أماً وأختاً وزوجة وصديقة دافئة وحنونة.. ولا أريدها أن تحدثنى عن حديد عز.. ولا تحدثنى عن الانتخابات والحزب والتغيير ونظيف.. ولا عن الطوابير وفاتورة الكهرباء.. ولا عن سحابة الدخان وفيروس سى ومرضى السرطان، ولا تحدثنى عن بيع البلد.. أريدها بنت مصرية بلدية ما جابتهاش ولادة.. وأهم حاجة تكون بتصلى وتصوم وعارفة دينها!!
فجأة سمعت صوتاً كالرعد خرم طبلة ودنى بيصرخ ويقول: «إيه أنت بتستعبط!! إنت بتطلب المستحيل!! مافيش شبيك ولا لبيك أنا هستقيل».. صحيت من النوم مفزوع وريقى ناشف.. حد ياكل كشرى الساعة تلاتة بالليل وينام؟!