أيهما المشكلة؟ تأخر سن الزواج، أم اختيار شريك الحياة؟ للإجابة عن هذا السؤال لابد من معرفة تعريف المشكلة، البعض يعرِّف المشكلة على أنها التباين بين الواقع الحالى والحالة المرغوبة، والآخر يرى أنها عقبة للوصول إلى أهداف معينة، أو هى الانحراف عما هو مرغوب، ولو نظرنا إلى الحاجات الإنسانية نجد أن عدم القدرة على إشباعها يعتبر مشكلة، وإن كان ترتيب تلك الحاجات يختلف من فرد إلى آخر، إلا أن الحاجات الفسيولوجية عند معظم الناس هى الأكثر إلحاحًا، وبالتالى هى الأكثر أولوية! ولو نظرنا إلى الزواج ودوره فى إشباع تلك الحاجات نجد أنه يقوم بإشباع بعض الحاجات الفسيولوجية، هذا إضافة لدوره الكبير فى إشباع الحاجات الاجتماعية، وهذا ما يوضحه قول الله تعالى: »ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة«.
أما الاختيار فلم يعد مشكلة ففى الحقيقة أن التشريعات الإلهية أوضحت لنا الدليل الذى يقودنا إلى طريقة الاختيار الصحيح فقول الرسول (ص): »إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير«، أو قوله (ص) أيضًا: »تنكح المرأة لأربع مالها وجمالها وحسبها ودينها، فأظفر بذات الدين تربت يداك«.
ويتضح جليًا أن تأخر سن الزواج مشكلة تتضمن أسبابًا قهرية خارجة عن إرادتنا، كالأسباب الاقتصادية، أما اختيار شريك الحياة فهو مشكلة قد نختلقها نحن، بل إن بعض العادات الملاصقة لعملية الاختيار قد تكون أحد أسباب تأخر الزواج، فالاختيار مشكلة، لأنه لا تقوده القيم الدينية، ولكن قد تقوده أهواء شخصية معينة أو عادات مجتمعية واهية!.