أعلنت وزارة الصحة القرار رقم 428/2010، وهى المنوط بها تقديم الخدمة العلاجية للمواطنين بالمجان، وذلك لأنهم مواطنون ودافعو الضرائب والرواتب- أعلنت أن المستشفيات التابعة لها تتعامل مع المرضى بالمجان حتى الساعة الواحدة ظهراً، وبعد ذلك تتحول الخدمة إلى علاج بأجر، ومن خلال متابعتى الخبر الذى بسببه دق قلبى بعنف وجف ريقى فى حلقى، وتمنيت أن يكون الخبر كاذباً، ولكن المتحدث باسم وزارة الصحة أكده، بل أضاف أن المستشفيات لن تستقبل الحالات إلا المشرفة على الموت، وبينها وبين الآخرة لحظة!!
وأود أن أتساءل: أين الدور الدستورى للدولة المتمثل فى العلاج المجانى؟ وماذا يحدث لو أن مريضاً فاجأه المرض بعد الواحدة ظهراً، ورفض المستشفى استقباله لأنه يعانى من تسمم حاد ليس مميتاً أو حروق وجروح اقتربت به من الموت، ولكن الطبيب المتواجد بالاستقبال اعتبره متمارضاً، أو أنها ليست مسببة للموت الحتمى!!
اقتنعت وتأكد اقتناعى أن الدولة تريد أن تقلل من شأنها أو تبتعد قليلاً قليلاً عن جوهر مسؤوليتها وتتجه إلى سياسة شق الجيوب، ومن لا يملك لا يُعالج أو يتعلم أو يسكن أو يُعين أو يتمتع بالمواطنة!! أود أن أوجه جرس إنذار وأهمس فى أذن المسؤولين بأن المواطن العادى جداً له نفس الحقوق الممنوحة للمواطن السوبر، وتكفيه الحياة بأقل القليل الذى يستره من غدر الأيام، ولله الأمر من قبل ومن بعد!!
المحامى والمستشار القانونى بالقاهرة
