ظلت مصر لقرون عديدة منارة الحضارة فى الشرق والغرب، هذه الحضارة أضاءت أركان الدنيا المظلمة، وإن المصرى القديم نبغ فى شتى مجالات العلم والمعرفة من طب وهندسة وزراعة وصناعة، وكان لمصر دورها الريادى، الذى جعلها فى مقدمة الأمم، فكانت القبلة التى يتوجه إليها طالب العلم، وكانت الملاذ الذى يحتمى فيه طالب الحمى، فلا هى يوما ردت طالب علم، ولا هى خذلت طالب حمى.. فماذا حدث ولماذا تبدل الحال، حتى خفت الوهج وتنامى الدور الريادى الذى ظل لقرون عديدة مؤثرا فى منطقتنا العربية، لا شك أن عوامل كثيرة أدت إلى هذا التراجع، من أهمها الضعف الاقتصادى، الذى نعانى منه منذ عشرات السنين،
وغياب روح الانتماء لهذا البلد، وعدم التفانى فى الإخلاص له، والعمل على الصالح الشخصى دون الصالح العام وغياب دور المسؤولين فى مجالات عديدة، كل هذا أدى إلى هذا التأخر والتراجع الواضح. لذلك يجب علينا التكاتف سويا لنصنع نهضة قومية جديدة، ونلتف حول مشروع قومى جديد يعيد للإنسان المصرى مكانه السابق، ويعيد لمصر دورها الريادى. وأعتقد أن مشروع (ممر التنمية) الذى تقدم به العالم المصرى فاروق الباز يستحق الاهتمام والدراسة للبدء فى تفعيله، فأنا أثق فى أبناء هذا الوطن حيث تجرى فى عروقهم دماء الكفاح والتحدى، فهم قادرون على النهوض بمصر إلى مكانها الذى تستحق، فأبناء مصر مستعدون جميعا للمشاركة والإسهام فى عمل قومى يعيد لمصر أمجادها ومكانتها.