منذ عودتى إلى فرنسا بعد زيارتى الأخيرة لمصر، وأنا قلق وأفكر فى أن أمرًا خطيرًا قد حدث لمجتمعنا المصرى الأصيل!!
فبعد أن كانت قريتنا الصغيرة «السراقنا» بصعيد مصر، رمزًا للخضرة والزرع والإنتاج الزراعى والحيوانى على مر التاريخ، لم يعد فيها فلاح، فغالبية الفلاحين باعوا أرضهم أو جرفوها، وتركوها بورًا، لكى يحولوها إلى مبان سكنية يباع المتر منها بثلاثة آلاف جنيه!!. وبعد أن كان من العيب والعار أن يبيع الفلاح أرضه التى هى جزء من عرضه!!. فى الماضى كانت منازلنا غنية بالثروة الحيوانية، وبمنتجات الألبان المختلفة، أما الآن فقد أصبحنا نشترى هذه المنتجات من «السوبر ماركت» - الذى غزا قرانا - ونشتريها بأضعاف ما كان يكلفنا سابقًا!!.
قديمًا كان أبناء قريتنا مثالاً يحتذى به فى التعليم الجامعى والأكاديمى.. أما اليوم فقد فضل مئات من شبابنا الاكتفاء بالتعليم المتوسط، والجلوس على المقاهى والنواصى، فى انتظار تأشيرة سفر تأخذهم إلى خارج البلاد!!. والمخجل أنه مع تراجع الزراعة والإنتاج والتعليم فى قريتنا الصغيرة، تراجعت أيضًا القيم والمبادئ والأخلاق، وتغيرت نفسية الفلاح الصعيدى، فلم يعد على ما كان عليه منذ عشرين عامًا!.
باريس - فرنسا