جلست وحيدا أنظر إليه، وأبثه شجونى.. أسأل عن أحواله؟ وماذا حدث له؟.. سألته ما بك؟ لماذا لم تعد تطاوعنى؟ أحرصاً علىَّ أم خوفا!! أشعر بأنينك وحيرتك.. ولكن تذكر أنك صاحبتنى منذ الطفولة.. حفظت ذكرياتى بمساعدتك.. حتى بعض الأسرار لم يعرفها سواك.. شاركتنى وكنت سلوتى فى غربتى.. وشعرت بانطلاقك ونشاطك مع تقدم عمرى!! عندما فقدت أحبابا كنت ملاذى.. ماذا دهاك؟ أراك تهرب مني!
هل عانقتك الهموم مثلى.. هل ستلوذ بالصمت والسكوت.. تعلم أن السكوت ممنوع! وأنت تعرف الكثير من الأسرار، بعضها لا أستطيع نشره!! وبعضها أراك تتمنع عند سرده!! وكنت وسيلتى فى كلمات الحب للأحباب، وكلمات المواساة للمحزونين، وكلمات الحق فى مواجهة الظالمين، وكلمات الرثاء للراحلين وكلمات.. وكلمات.. كلها كانت من خلالك يا قلمى العزيز!!
كتب عمنا بيرم عن «العيون» وعلى نسقه أكتب عن «الأقلام»: من الأقلام يا سلام سلم.. شوف واتعلم.. بين الصوابع تتكلم.. والدنيا نهار!! أقلام تقولك قصدك إيه بتهبل ليه.. ضميرك نمت عليه ياراجل يا حمار!! وأقلام صاحبها خفيف.. أسلوبها ضعيف.. ما تعرف فاسد ولا شريف.. أقلام سمسار!! وأقلام تقرا لها بشوق.. كلماتها دايما فوق.. أدب وعلم وذوق.. صاحبة أفكار!!