مذيعة راقية ورقيقة كانت تغطى، عصر يوم الانتخابات، اتصالات الجمهور بشاشة (الجزيرة مباشر)، أدركت من نداء بعض مخاطبيها أن اسمها (منى)، ولكن بقيت جنسيتها رهن تساؤلى، فلها سمرة النيل وكحل عينى نفرتيتى، ولكن نطقها للعربية وضبطها للحروف يخرجانها من مصرية بنات جيلها، بشاشتها محايدة وحوارها غير تافه وبسمتها لا تكاد تختفى ولا تكاد تظهر!
كانت محدثتها سيدة مصرية بسيطة انطلقت فى التعبير عن عاطفتها بتلقائية محببة امتزج فيها صبر مصر بنبل الفقراء وثقة الأصلاء وفطرة الأمومة إلى أن قالت: (والله مصر دى تنحب).
ولثوان تعد على أصابع اليد الواحدة رأيت صورة هذه المذيعة تزدوج سريعاً وتخرج من هيئتها المؤطرة بضوابط المهنة وحساسية الأداء، وتقول وقد غلبتها ابتسامة، سرعان ما أسرتها وأسرتها «والله فعلا تِنْحَبّ». وعادت إلى أدائها الممتاز وحضورها المحير وسمتها الرزين.. أما إن كانت مصرية فهنيئاً لنا بها وهنيئاً لفضائية تحسن اختيار كوادرها، وأما إن كانت غير مصرية فهنيئاً لنا بمشاعر حب عربية لا يستطيع الأشقاء أن يعبروا عليها إلى مربع الحياد فى ساعة صدق، فالصب تفضحه عيونه!
أما أنا فقلت لنفسى عنها نفس الجملة- للمرة الثالثة:
«والله فعلاً تِنْحَبّ»