مليارات الجنيهات أنفقها مرشحو مجلس الشعب أثناء المعركة الانتخابية الماضية جعلتنى مثل غيرى أتساءل ما سر كل هذا البذخ، وهل حجم العائد من الحصانة البرلمانية يستحق كل هذا التقاتل الرهيب خاصة من رجال الأعمال؟!
هب أن هذا الإنفاق قد صرف فى مشروعات تنموية خدمية وصحية وتكافل اجتماعى فى هذه الدوائر الساخنة لينتفع الناس الغلابة، وأخذ هؤلاء الدعوات والقبلات والأجر من عند الله عز وجل، لكن على ما يبدو أن الغرض ليس مصلحة الناس عند بعضهم بل مجرد منافع شخصية وامتيازات قادمة!!
فى وقت يحلم فيه البسطاء داخل الأحياء الفقيرة بمجرد زجاجة دواء لطفل مريض، أو ربما جرعة مضادة لفيروس «سى» الكبدى، مئات التلاميذ الأيتام والفقراء لايجدون من يدفع لهم مصروفات المدارس، ومنهم من لا يجد كسوة شتاء فى ليالى البرد القارس، وهناك نساء مسنات يحتجن إلى دور رعاية وإنفاق تقيهن وطأة الحياة وغياب العائل، وكم من معاق لا يجد مجرد كرسى بسيط يتنقل عليه.. والكثير والكثير من أنين الفقر والاحتياج يتطلب الإمداد والمعونة الذاتية والتكافل الاجتماعى الذى أمرنا به الإسلام وحثت عليه الشريعة السمحة.. تخيلوا كم المليارات هذا لو أنفق على التنمية وأوجه الخير ومنفعة عباد الله، ماذا سيكون شكل المجتمع وهل سنجد معاناة بعد ذلك؟!
بل سيكتب هؤلاء ملحمة جديدة من العطاء والوطنية والانتماء وخدمة هذا المجتمع الذى يحتاج منا شيئًا من المسؤولية والانتماء الحقيقى والشعور بأنين الناس والشباب الذين هم فى حاجة للقدوة الصالحة والعمل الريادى الاجتماعى وفتح آفاق جديدة لخدمتهم ومشاركتهم فى بناء هذا الوطن، من خلال نظرة موضوعية تحوى شيئًا من الإنصاف والعدالة والوطنية، فالنائب الحقيقى هو من يصنع هذا الفارق، ويكون أداة من أدوات التنمية فى أرجاء مصر وشعبها الطيب المتسامح،
إعلامى بالغربية