كنت فى زيارة لست الحبايب، رن جرس الباب.. فتحت دون أن أنظر من العين السحرية.. فوجدت فتاة لا يمكن أن تكون إلا صينية.. ابتسمت الفتاة فى وجهى ابتسامة ودوداً، بعد أن وضعت حملها على الأرض..
ثم سألتنى (الماما فين؟)- طبعاً بالعربى المكسر- فوجدت نفسى تلقائياً أنادى على الوالدة، التى لم تخذل الفتاة، واشترت منها «جلاليب صينى»!
وأخذت أتمتم يشترون البضاعة الصينى من المنشية ويسوقونها لنا، لقد رأيت ذلك بأم عينى.. الصين حولنا فى كل شىء، فالاقتصاد الصينى يتميز بأنه أسرع الاقتصادات نمواً على مستوى العالم..
فالصين تقيم علاقات اقتصادية مع ثمانى وأربعين دولة أفريقية من أصل ثلاث وخمسين.. وفى الحديث عن الاتفاقيات الصينية مع السودان فى مجال التعاون النفطى يتملكنى شجن.. فقد ظللنا نتحدث عن التكامل الاقتصادى بين شطرى وادى النيل.. تحدثنا كثيراً، ولم نفعل شيئاً! لكن الصينيين فعلوها!
إن الصين الآن تمارس التكامل الاقتصادى مع السودان على أرض الواقع، ليصبح التكامل الاقتصادى مع السودان اختراعاً مصرياً وصناعة صينية!
وقد تنبهت الصين لأهمية بترول أفريقيا.. فدخلت الشركات الصينية أنجولا بعد انتهاء الحرب الأهلية هناك، وبعد تنصل المجتمع الدولى من مساعدة أنجولا!..
منحت الصين أنجولا قرضاً قدره أربعة مليارات من الدولارات لإعادة الإعمار، والقرض يسدد من عائدات البترول الأنجولى، وقد بلغ عدد العمال الصينيين فى أنجولا نحو عشرين ألف عامل، وما الصورة الطيبة التى ظهرت بها استادات أنجولا وشوارعها فى البطولة الأفريقية إلا انعكاس للتعاون الصينى مع أنجولا!!
وقد ارتفع الرصيد التجارى للصين مع أفريقيا من 5 مليارات دولار عام 2003 إلى 100 مليار عام 2008، ومع أن عدد سكان الصين يبلغ ملياراً وثلاثمائة مليون، فقد حولتهم الدولة إلى موارد بشرية ذات طاقات خلاقة.. ولم يقف يوماً بينهم من يبشرهم بأن القادم أسوأ!
وأن عليهم أن يقطعوا الخلف! لأن الزيادة السكانية هى أُس الفساد ومكمن الخطر!
الخلاصة أنه فى الصين توجد عقول تخطط، وبشر يبدعون، وقيادة تملك إرادة التغيير، وقبل هذا وذاك ضمائر حية تعمل من أجل الوطن.
محاسب
سيدى بشر بحرى- الإسكندرية
Ahmednoor70@yahoo.com