x

الفتنة الطائفية

الأربعاء 15-12-2010 08:00 |

علم زميلى فى العمل- وكان يسمى سامر- برغبتى فى شراء سيارة، فعرض على المساعدة لأن قريبته كانت بالفعل قد عرضت سيارتها للبيع وتوجهنا سوياً لمقابلة الآنسة مريم، صاحبة السيارة ومعها عمها وتعجبت من نشاط الرجل الذى راح يمسح السيارة ويجملها وكأنها عروسة وراح ينقل لها بنزيناً من سيارته ليؤكد لى أنها تدور وحالتها جيدة وظل الرجل منهمكاً فى ذلك حتى سمع الأذان فاستسمحنى للذهاب إلى الصلاة فتعجبت كيف يكون عم الفتاة المسيحية مسلماً!، وجاءتنى الإجابة من الفتاة نفسها بأنه جارهم منذ كانت تعيش فى صعيد مصر ولا تفعل شيئاً دون الرجوع إليه وعائلتها جميعاً يوقرونه ويستشيرونه فى كل أمورهم لأنهم لمسوا منه إخلاصاً شديداً،


وقد كان زميلنا «سامر» أيضاً نموذجاً للمسيحى المتسامح الذى لا يترك مناسبة لزملائه المسلمين إلا شارك فيها، أما جلال المدير وقد كان مسيحياً هو الآخر فقد تعودنا مروره علينا وقت الصلاة ليعاتب المتكاسلين منا وكان دائماً يؤكد لى أن الشخص المتدين الذى يتقن العبادة لابد أنه سوف يتقن عمله أيضاً. هكذا كنا نتعامل مسلمين ومسيحيين، وما أقوله ليس من النوادر وإنما هو من المظاهر الطبيعية التى يعيش فيها المجتمع المصرى بعنصرية فى كل لحظة، فحتى الوصلة التى أدخل من خلالها على النت من أحمد شريك مايكل بعد أن أعيتنى الحيل فى الاشتراك لطبيعة تليفونى الهوائى،


فإذا ما حدث كل فترة ما يعكر صفو هذه العلاقات فهذا من قبيل الشذوذ واعوجاج السلوك وانهيار منظومة القيم والأخلاق التى باتت تضرب بجذور المجتمع لا تفرق بين أبنائه وتعكس غياب الوازع الدينى وانعدام الضمير الإنسانى وليس كما يقول أحد الموتورين بأن الطريقة الوحيدة للقضاء على الفتنة هى فى وصاياه العشر التى تنادى بإلغاء الدين وعزله تماماً عن الحياة ومنع الصلاة فى المكاتب والمصانع وأماكن العمل، ومطاردة المتدينين والحجر على من يقوم بأعمال خيرية بوازع دينى، ولا يعلم أن ذلك هو الفساد بعينه وهو التطرف، ورأيه للأسف يكذبه التاريخ ولا يؤيده الواقع. ويقال إن الرجل الوحيد الذى تجرأ وخرج مشيعاً للشيخ حسن البنا، رحمه الله، كان مكرم عبيد ولم يكن يخشى من اتهامه بأنه من الإخوان، لأنه لم يكن لأحد الادعاء بأنه من المسلمين.


مهندس- الجيزة


egy_adarwish@hotmail.com

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية