تأخرنا على موعد الحضانة.. هكذا قلت لولدى حازم الذى يتلكأ ويماطل كنوع من البلطجة الطفولية التى مارسناها جميعاً للضغط على أعصاب الآباء للحصول على إجازة استثنائية.. ولأننى بلطجى قديم أصررت على توصيله للحضانة!.. وفى الردهة المؤدية لفصل المحروسة تهادى إلى سمعى أغنية «أهلاً أهلاً بالعيد» يرددها الأطفال بحماس شديد وراء الأستاذة «مريم» يردد الأغنية المسلم والمسيحى.. ولم تنس أسرة «حضانة جمعية الشبان المسيحيين- الواى» تهنئتنا بالعيد.. قلت فى نفسى لعن الله من يوقظ الفتنة.. فنحن جميعاً مسيحيين ومسلمين نتنفس هواء الوطن الملوث ونعانى من الغلاء الفاحش، ونطالب بديمقراطية حقيقية، ونطمح جميعاً فى أن يكون فى مصر تعليم حقيقى، ورعاية صحية لائقة.. همنا واحد.. فرحنا واحد.. نفرح فى أعيادهم ونهنئهم من قلوبنا، ويفرحون فى أعيادنا ويهنئوننا من قلوبهم، ولم لا فالأعياد لنا جميعاً.. فلنسد آذاننا أمام دعاة الفتنة والمأجورين لتمزيق عرى هذا الوطن الحبيب.. بقليل من التفكير، وكثير من الحكمة، وفيض من الحب، تنصلح أحوالنا.
محاسب
