إذا تجولت فى شوارع مدن الغربية ربما تعثرت قدماك بأحد الأطفال ممزق الثياب، أشعث الشعر، متسخ الوجه، وكأنه خارج لتوه من مقلب قمامة، يسألك فى مسكنة وذل أن تعطيه مما أعطاك الله، أو يعرض عليك شيئا لكى تشتريه، أو يمسح زجاج عربتك، وقد تجده فى ورشة ميكانيكى أسفل بئر سلم لعمارة تحت الإنشاء، أو داخل سيارة معطلة ملقاة على ناصية طريق، وربما مفترشاً أرض رصيف الشارع!! وهنا نطرح السؤال..
لماذا هؤلاء على تلك الشاكلة؟ وأين أسرهم وما سبب تشردهم وتسولهم؟ ولماذا تركتهم مؤسسات المجتمع بالغربية وغيرها من محافظات وسط الدلتا؟ وأين دور الشؤون الاجتماعية ولماذا تركناهم هكذا؟ وما الأسباب الفعلية فلماذا نرى هؤلاء الصبية ونصمت؟ دون حراك اجتماعى نحوهم، وقد يكونون مستقبلاً قنبلة موقوتة فى وجه المجتمع، فهم صيد ثمين لكل المخالفين للقانون، فيصبحون بلطجية ومنحرفين أشد شراسة وفتكاً بالمجتمع، الذى تركهم لقمة سائغة لهؤلاء..
المطلوب ضرورة توفير رعاية صحية ومتطورة داخل الإصلاحيات مدعومة ببرامج للتأهيل العلمى السليم، فأكثر دور الرعاية الموجودة تفتقر التطوير الشامل، والبرامج التربوية المعدة بإتقان، مما يجعلها لهؤلاء الصبية مجرد معتقل سرعان ما يهرب منه لتتلقفه أيد عابثة بأمن المجتمع.
إعلامى بالغربية