بمناسبة الانتخابات، ظهرت إعلانات عن ضرورة المشاركة بها، وهى مدفوعة الثمن من ضرائب هذا الشعب، وبالرغم من ذلك لم تذهب الأغلبية، مما يعكس ذكاء الشعب المصرى، حتى ولو وصفه البعض بعدم نضوجه ديمقراطياً!! وأثناء مرورى بجوار إحدى اللجان، دخلت صيدلية ووجدت الإقبال على شراء الميكروكروم حتى نفاد كميته!!
مما أثار حب استطلاعى لسؤال أحد الزبائن وشهرته «دوحة».. ولما اطمأن لشخصيتى قال إنه مراقب أحد المرشحين، معه ختامة بالميكروكروم.. وحين يرى الناخب يضع علامة على اسم مرشحه، يضع ختماً على يديه، ثم يغادر اللجنة إلى الشارع ليقابل معاوناً آخر لنفس المرشح، يسلمه المبلغ المتفق عليه بمجرد أن يرى الختم، ثم سألته: وكيف تأتون بهذه النوعية من الناخبين؟ فأجاب «دوحة» بأنه توجد سماسرة للانتخابات، وظيفتهم إعداد البطاقات الانتخابية للناخبين، ثم تجهيز أتوبيسات لنقلهم ومتابعة تسويد البطاقة بطريقة الميكروكروم!!
والسؤال.. متى يعرف المحتكرون كل مقدرات هذا الشعب (اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً) قيمة وقامة مصر، التى وصفها حافظ إبراهيم بتاج العلاء فى مفرق الشرق.. حقاً، إن القلب ليحزن والعين تبكى لسماع مثل هذه الكلمات، التى أصبحت لا تمثل إلا شعارات.. إن الواقع يا سادة سيئ والصورة قاتمة والفساد والإفساد متوغلان، وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
عميد كلية الصيدلة - جامعة الإسكندرية سابقاً