x

مرثية وطن مجروح

الأربعاء 08-12-2010 08:00 |

منذ تفتحت عيناى على أرض وطنى، وأدركت معنى الحياة، وأنا أشعر أنه يجرى هو والدماء فى عروقى.. فيضخه القلب فيفيض.. حباً على جوارحى، فلا ترى عيناى سوى جمال وطنى، بل أشعر أننى خلقت لكى أعشق هذا الوطن، وأقسمت أن أحمله بداخلى عملاً بقول شاعرنا الرقيق فاروق جويدة.. حملناك يا مصر.. بين الحنايا.. وبين الضلوع..

 وفوق الجبين.. عشقناك صدراً.. رعانا بدفء.. وإن طال فينا.. زمان الحنين.. نعم.. الوطن يعيش فينا لأنه مهد الطفولة وملعب الصبا.. وحنان الأم.. وعطف الأب.. ومرتع الشباب.. به نمت أحلامنا وآمالنا.. نعم الوطن دماء تجرى فى العروق.. شجرة وارفة الظلال نستظل بظلها حين تأخذنا رياح الغربة، فلا نشعر بجمالها إلا عند فراق الوطن.. ولكن ما الذى حدث لنا ولوطننا؟ ما الذى جعلنا نشعر باللامبالاة تجاه الوطن؟.. هل تنكرنا لوطننا أم أن الوطن هو الذى تنكر لنا؟..

أصبحت صورتنا مموهة.. وضمائرنا مشوهة.. نتاجر فى أقواتنا.. وأرضنا.. وفى أكبادنا وفى أجسادنا.. نشترى مبيدات مسرطنة.. وأقماحاً مسرطنة.. ودماء فاسدة.. وأدوية غير صالحة.. وأغذية فاسدة.. ثقافتنا مجهولة الملامح.. تعليمنا يعيش فى غيبوبة.. نيلنا ضاعت فى ظل التلوث ملامحه.. شبابنا يعيش فى بطالة، يعانى من عدم تكافؤ الفرص، فراح يتسكع فى الطرقات بين الإرهاب والمخدرات..

 شعبنا تحول من شعب منتج إلى شعب مستهلك ينتظر ما ينتجه الآخرون، والسؤال لماذا؟..

هل لأننا نعيش زمن العولمة.. زمن اغتيال الضمائر زمناً نبيع فيه الأوطان بثمن بخس ونكون فيه من الزاهدين، زمنا يغتال فيه الشعب فيتحول إلى شعب مريض يعانى من الكبد والسرطان والفشل الكلوى والأمراض المزمنة؟!

كنا بالأمس نرى صورتك يا وطنى فى وجوه الناس، عندما تعلوها البسمة ونلمح صورتك فى العيون عندما يسكنها الرضا واليوم ضاعت صورتك يا وطنى من وجود الناس فقد اغتالتها الهموم والمآسى ونتساءل هل الوطن مازال يرعانا بدفء كما قال شاعرنا الرقيق فاروق جويدة؟

 وكيل إعدادى- إدارة مركز كفر الدوار التعليمية- البحيرة

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية