تهل علينا ذكرى هجرة الرسول الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة، هذه المناسبة العظيمة التى كانت البداية الحقيقية لانتشار الدعوة إلى الله، ونقطة التحول التى بدأها الرسول الكريم وأصحابه الكرام بأمر من الله لبداية عهد جديد، بدّل حياتهم من ظلم وظلمات إلى عدل ونور..
كانت الهجرة بداية منهج حياة وأساساً لبناء مجتمع تعمه المحبة والإخاء والإيثار، فكانت البداية ناجحة وكانت السبل لتحقيق الهدف جلية وواضحة، فالهدف هو صالح الأمة فى الدنيا والآخرة، فعلا صوت الحق، وخبا صوت الباطل، وامتلأت قلوب الناس بالتقوى وحب الخير» فتوحدت الكلمة وتوحد الصف وتوالت الفتوحات بفضل الله ورسوله.
فما أشد حاجتنا الآن لنستفيد من هذه الذكرى العطرة ذكرى الهجرة! نأخذ منها الدورس والعبر، نطبق تعاليمها على أنفسنا لينصلح حال مجتمعنا.. نهاجر من الظلم والقهر إلى الحق والحرية.. نهاجر من الفكر المتطرف الهدام إلى فكر واع وبناء.. نجاهد تحت راية واحدة بأفكار واعية، وعقول مستنيرة، لنحيا فى مجتمع يعمه الخير والحق والسلام.