x

لولا هؤلاء لاعتنق الإسلام

الثلاثاء 07-12-2010 08:00 |

كثيراً ما أسمع أئمة المساجد يختمون خطبة الجمعة بالثناء على النبى، وطلب العفو والرحمة من الله سبحانه وتعالى، ثم الدعاء على اليهود ومن عاونهم، وسبهم، والتذكير بكل خصالهم النتنة، وشحننا بجرعات مركزة من الكره، وعن كونهم أحفاد القردة والخنازير الملعونين فى الدنيا والآخرة!..


 ولكنى لم أسمع أحدهم يوماً يسب أو يلعن من كان السبب فى ولادة شخص مثل الزرقاوى أو بن لادن أو إخوانهما من أشباه العلماء وأشباه الرجال، فأنا لا أستطيع أن ألحظ أى فرق بين يهودى متشدد «إسرائيلى» ومسلم متشدد «إرهابى»، الاثنان يقتلان باسم الله، الاثنان يسميان باسم الله قبل أن يقتلا أو ينحرا أو يفجرا!.. لا يرون سوى أنفسهم، لا يؤمنون بالتعدد، ولا يؤمنون بالألوان يرون العالم بلون واحد فقط هو لونهم!..


 وذلك مخالف لأبسط قوانين الطبيعة، فالله خلق الألوان، لا فرق بينهم حتى فى شكل اللحية أو فى الغلظة، ينسون آدميتهم أمام أوهامهم وأسلحتهم، وجوه عديدة لعملة واحدة قديمة، هرئة، صدئة، عفنة، عفا عليها الزمن منذ زمن، وكأن ظلمات الظلم والجهل والغرور ساوت بينهم ليصبحوا واحداً وحشاً لا يبصر سوى غذاءه وغذاؤه الوحيد هو الدماء، مسخاً يحركه الكره والانتقام، السلطة والثأر والمثير للسخرية عندما تواجه أحد هؤلاء، فهو يلجأ لتبرير كل أفعاله أنها لله يقول إنه الجهاد، وهو فريضة، وأنا أقوم بها لأجل أن تنعم أنت بالسلام، وكأنه يكرر فعلة إبليس بآدم عندما حلف له بالله فصدقه!.. ولكن المصيبة المضاعفة بالنسبة للمسلمين فى أن هؤلاء ومن على شاكلتهم هم من قال عنهم المهاتما غاندى قديماً: «لولا المسلمون لاعتنقت الإسلام»!.. ذلك هو الخطر الحقيقى!..


 التنفير والوصول لجعل تلك الصورة الشاذة عن المسلمين هى الصورة النمطية، وكأن هناك من استأجرهم ليعطل الرسالة التى جاء بها محمد هم لا يعرفون أو لا يؤمنون أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فتح القلوب يوم فتح مكة قبل أن يفتح مكة.. الرسالة ليست فى أن يحكم الإسلام العالم بل فى أن يغير الإسلام العالم!..


 الخطر الحقيقى يكمن فى المساحات الإعلامية والهالة التى تحيط بهم والكتب التى تكتب فى تحليلها، وكل الطاقات التى تضيع على مجرد دراستهم وتحليلها، عابثين بالدين، ليس أكثر من متلاعبين بأقدس أحلام الناس أحياناً عن جهل منهم وأحياناً عن معرفة، ينفرون العالم من الإسلام لينفردوا به، ليسطحوه وحتى يستغلوه لصالحهم، كى يمتطوه، ويجندوا مزيداً من ضعاف النفوس والجيوب.




[email protected]

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية