نعرف أن هناك عيوباً موجودة فى المجتمع المصرى، لا يستطيع أحد أن ينكرها، فقط رصدها مؤرخون وباحثون فى مراحل مختلفة من تاريخ مصر، ولا توجد دلائل حتى يومنا هذا تثبت جنوح هؤلاء المؤرخين والباحثين للهوى والغرض فى رصدهم لهذه العيوب، كما أننا لسنا فى حاجة اليوم إلى جهد مؤرخين أو نشاط باحثين لكى ندرك أن بعض ما زاد العيوب ما زال قائماً، ويعانى منه مجتمعنا حتى اليوم، بل إن من هذه العيوب ما زاد شيوعاً، وتضخم حجماً بصورة فاقت كثيراً ما كان عليه فى الزمن القريب الذى عايشناه منذ عقدين على الأقل..
نعرف أيضاً أن هذه العيوب متواجدة فى نخبة المجتمع، مثلما هى متواجدة فى قاعدته، ندرك أن تواجدها فى النخبة أخطر كثيراً من تواجدها فى القاعدة، فهناك من بين النخبة نسبة غير هامشية تدين لما فيها من عيوب بما وصلت إليه من أوضاع متميزة فى المجتمع، وأسوأ ما فى هذا الأمر أن هؤلاء يعتبرون هذه العيوب آليات نجاح لها فاعلية كبيرة فى تحقيق أهدافهم الخاصة، التى يسعون من خلالها إلى الوصول إلى أوضاع أفضل مما هم عليها، رغم أن ما تحقق لهم بالفعل من مكاسب مادية وأدبية يفوق كثيراً قدراتهم الحقيقية وإمكاناتهم المهنية والثقافية!!
إننا لا نحتاج إلى كثير من التفكير وإعمال العقل حتى ندرك أن هؤلاء مسؤولون بقدر كبير عما وصل إليه حال مجتمعنا من تدهور قضى على قيم ومقومات كانت تتجسد من خلالها أحلام مشروعة كنا نراها قريبة فإذا بهما تبتعد حتى كانت تغيب عن الأنظار يخطئ هؤلاء الخارجون عن القيم النبيلة إذا ما اعتقدوا أنهم غير مفضوحين بأفعالهم وموافقهم.. وأنهم مكشوفون تماماً.. حتى هؤلاء الذين يحاولون إخفاء سوءاتهم فى دهاليز الحق الذى يراد به باطل!