لأننى رجل بسيط فلا أعرف عن الديمقراطية سوء أنها حكم الشعب للشعب، وسمتها المميزة هى تبادل السلطة لإتاحة فرصة العطاء الجاد أمام الأجيال..
ولكننى قضيت من عمرى سنوات طوالاً لا أرى إلا تلك الوجوة، فبات عندنا أقدم برلمانى فى العالم- رحمه الله- ومن قضى ثلاثين عاماً عضواً فى مجلس الشعب وربما لم يقدم استجواباً واحداً.. وآخرون من «رموز» الدولة شدوا إلى مقاعدهم شداً متمسكين بها إلى ما شاء الله!
ألا يشعر هؤلاء بأنهم اغتصبوا حق غيرهم فأخمدوا جذوة الوطنية، وحرارة الإحساس بالذات فى نفوس أجيال متعاقبة.. ألا يشعر هؤلاء بأن المفاصل قد تقلصت من طول الجلوس على الكرسى، وأن العيون قد أصابها الإرهاق من كثرة العمل فانطفأ بريقها.. وأن الأفكار قد تجمدت من كثرة المزورات والملفقات والمفبركات!.. وأن أنزيمات الفهم قد استنفدت وأن ألاعيب المكر والدهاء والتربص حول كل جديد لم تعد تنطلى على أحد!
فلماذا بالله عليك ينادون الشباب بالتجديد والتغيير والابتكار وإثبات الذات، ماداموا يحرصون على مقاعدهم.. ولماذا كل هذا الضجيج حول انتخابات مجلس الشعب، ونتائجه قد حسمت سلفا من خلال خطط جهنمية تضمن بقاء الجمود على ما هو عليه.. ولن أقول سوى «وأفوض أمرى إلى الله» فيمن أهدروا حق شعب طيب مغلوب على أمره خلال تلك السنوات الطوال العجاف.
موجه سابق بالتربية والتعليم- الإسكندرية