سيدى الرئيس.. لأن الأمر جد خطير فحباً وتقديراً أكتب إليك، ولقد كتبت لكم هنا العديد من المرات على مدار ثلاث سنوات شرفت فيها بالعمل مع تلك الكوكبة المميزة من زملاء «المصرى اليوم».. كتبت لكم عن أصحاب المعاشات، وعن ضرورة تعيينكم نائباً لكم، وعن مطالب وآمال عديدة لقراء من محافظات شتى من خلال ما يرسلونه إلى بريد القراء.. وكتبت بعضا مما عرفته عنكم سواء من مقربين لكم، أو من والدى- رحمه الله، حيث عمل معكم بالقوات الجوية، ومازال الوسام الذى منحته إياه وشهادته بتوقيعكم يتصدران حجرة الاستقبال بمنزلى!..
كنت نعم القائد.. كفاءة عسكرية نادرة.. انضباط وقدرة على المتابعة غير معهودة.. وأراد المولى أن تتولى قيادة سفينة الوطن.. واستبشرنا خيراً، فقد تغلبنا بقيادتكم على بعض العواصف العاتية والأمواج العالية.. مرت السنوات وزادت معاناة المواطنين القابعين فى قاع السفينة.. تدنى مستواهم العيشى، وزادت أمراضهم ومتاعبهم.. وتدريجياً انضم إليهم آخرون كانوا فى مستوى أعلى..
ولكن ظل بعض القادرين المخلصين يصرخون ناصحين، ولكن هؤلاء القابعين على السطح صنعوا عوازل تمنع وصول أصواتهم.. وضجيج المحيطين بك فى غرفة القيادة يمنع وصول الصرخات والتحذيرات لآذانكم!.. وتعللوا حتى لا تنزل لتجتمع بهؤلاء القابعين فى القاع وتسمع منهم مباشرة!.. سيدى الرئيس ما يجرى خطأ فادح.. فكيف الخلاص!
