فى الأول من ديسمبر من عام 1998 توفيت الكاتبة والمفكرة المصرية عائشة عبدالرحمن الملقبة بـ«بنت الشاطئ» والتى كانت تمثل نموذجاً مشرفاً للمرأة المصرية والعربية عندما تتحرر، محتفظة بقيمها وثوابتها وأخلاق مجتمعها. ولدت بنت الشاطئ فى دمياط عام 1912، وما إن انتهت من حفظ القرآن الكريم فى كتّاب القرية وأرادت الالتحاق بالمدرسة الابتدائية حتى منعها والدها، فتقاليد الأسرة فى ذاك الحين تمنع خروج البنت من البيت.
أمسكت عائشة عبدالرحمن العصا من المنتصف وقررت أن تتعلم فى المنزل دون أن تخرج خارج البيت، وأظهرت تفوقاً على نظائرها اللاتى دخلن المدرسة!! وبعد أن أنهت التعليم الأساسى التحقت بالجامعة بمساعدة أمها، فدخلت جامعة القاهرة - كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1939، ونالت رسالة الماجستير بمرتبة الشرف عام 1941، ونالت رسالة الدكتوراه عام 1950، حيث ناقشها الدكتور طه حسين..
بدأت عائشة عبدالرحمن النشر منذ أن كان عمرها 18 عاماً فى مجلة «النهضة» النسائية، وكتبت أول مؤلفاتها فى عامها الثانى من الجامعة، وكانت ثانى امرأة تكتب فى «الأهرام» بعد الأديبة مى زيادة، وكانت تكتب تحت اسم مستعار هو «بنت الشاطئ» نسبة إلى شاطئ دمياط، خوفاً من إثارة حفيظة والدها حتى غلب عليها هذا اللقب. وترقت عائشة عبدالرحمن فى المناصب حتى أصبحت أستاذة فى التفسير والدراسات العليا فى كلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، وأستاذ كرسى اللغة العربية بجامعة عين شمس، وأستاذاً زائراً بجامعة أم درمان،
وكانت أول امرأة تحاضر فى الأزهر الشريف، كما ساهمت الدكتورة فى تخريج أجيال من المفكرين والعلماء من تسع دول عربية قامت بالتدريس فيها، وللدكتورة مواقف فكرية عديدة مثل موقفها الحاسم فى الدفاع عن الإسلام، وموقفها ضد التفسير العصرى للقرآن، ومعركتها فيه مع الدكتور مصطفى محمود معروفة، ودعمها أيضاً لتعليم المرأة.. حصلت الدكتورة على عدة جوائز مثل جائزة الدولة التقديرية للآداب فى مصر، وجائزة الحكومة المصرية فى الدراسات الاجتماعية، وجائزة الأدب من الكويت، وجائزة الملك فيصل فى الدراسات الإسلامية، حيث كانت أول امرأة تنالها.
الأقصر - نجع أحمد سليم