أتعجب من كل مما حدث فى عدد كبير من لجان الانتخابات على مستوى الجمهورية، فكما قرأنا وسمعنا فقد حدثت تجاوزات أثناء العملية الانتخابية من مرشحى الحزب الوطنى وناخبيهم! فقد حدث كل ما نتوقعه من تزوير- بلطجة- شجار- شراء أصوات... إلخ، وسبب العجب ليس من هذه التصرفات «المألوفة»، ولكن العجب أن تحدث هذه المرة بعد تخطيط من الحزب الوطنى دام لسنوات، استعداداً لهذا اليوم!
فقد خطط الحزب وأعلن حالة الاستعداد ودفع برموز يصعب منافستها، عقد المؤتمرات والاجتماعات، رفع شعارات وأقام ندوات، ليس من أجل نفسه بل «من أجلك أنت».. وطأت أقدام رموزه المرشحين شوارع دوائرهم، جلسوا على المقاهى البسيطة!!
كما خطط الحزب للقضاء على منافسيه المعارضين بجميع أنواع السبل، ونجح فى استبعاد منافسين قدامى من حلبة المنافسة بأسباب شبه قانونية.. استعرض بقوته ونفوذه أمام منافسيه فى شتى دوائر الجمهورية فأصبح للحزب وجود واسع وترحيب شاسع!.. بعد كل هذا الإنجاز، وبعدما عبر إلى بر يؤهله للفوز بامتياز يعود لتصرفاته المعهودة فى اللجان الانتخابية، ويكرر ما يحدث من تجاوزات ومخالفات!.. علماً بأنه لو ترك الأمور تسير بطبيعتها، لحدث ما يريد من فوز نقى لا يشوبه تشويه، ويتقدم بأغلبية مقاعد المجلس المنتظر.. ولكن!
