x

البنك الدولي يعرقل جهود إعادة إعمار السودان

الأحد 28-02-2010 16:12 | كتب: اخبار |
تصوير : other

من المنتظر أن تصبح جنوب السودان أحدث دول العالم، وفقا لنتيجة الاستفتاء الذي سيجري العام القادم حول انفصال الجنوب عن الشمال. و كانت الوعود قد صدرت من المجتمع الدولي بتوفير 2 مليار دولار من أجل المنطقة عندما انتهى القتال بينها وبين الشماليين فى عام 2005 . إلا أن جنوب السودان لم تحصل بعد توقيعها لاتفاقية السلام بخمس سنوات سوى على 524 مليونا من الدولارات. هذه المنطقة التي مزقتها الحروب لاثنين وعشرين عاما تعتبر من أفقر المناطق العالم، حيث تعاني من عدم وجود مدارس أو طرق مناسبة مع غياب الخدمات الصحية و الماء النظيف.
يقول لويس جور جورج المدير العام لوزارة التخطيط بجنوب السودان:"نحن محبطون، نشعر كما لو اننا نقوم ببناء دولة بدءا من الصفر دون ان نتمكن من الانتقال من المرحلة الأولى. لم نحصل سوى على أقل من 25 فى المائة من الأموال الموعودة، و مشاكل البنية التحتية منتشرة على نطاق واسع". و ناشد جورج ابناء جنوب السودان في الخارج العودة للمساعدة، وتابع: "نحن في حاجة إلى تقنيين، وموظفين حكوميين، ومهندسين مدنيين، ومهندسي مياه، و مهندسين معماريين. نطالب بريطانيا والوكالات المعنية بأن تساعد على عودة أبنائنا إلى بلادهم، لتقديم يد العون."
ولا تتضح مظاهر عملية إعادة الإعمار سوى فى مدينة جوبا، مركز جهود المساعدات في السودان، التى تضاعف عدد السكان بها خلال خمس سنوات ليصل الى 400.000 نسمة. في جوبا تظهر المساكن والطرق الجديدة، كما أن وكالة جيكا jica اليابانية للتنمية الدولية قامت ببناء ميناء نهرى، مما يسر من عملية نقل المعادن والغذاء إلى داخل البلاد بتكلفة أقل مما يتطلبه نقلها بالشاحنات.
ولكن الواقع يقول إن مستوى التنمية متواضع للغاية، يشير بيتر ماهال شولي، أحد كبار موظفي وزارة المياه، ان أموال البنك الدولي المخصصة للمشاريع كبناء المدارس والطرق وإمدادات المياه ومهابط الطائرات لم تأخذ شكلا عمليا. بينما تعاني المنطقة برمتها من انخفاض اجمالي الطرق الممهدة عن 60 كيلو مترا، و تدهور حالة البنية التحتية خارج مدينة جوبا عما كانت عليه قبل 35 عاما مضت. يقول شولي:" الأولوية حاليا هي لتوفير المياه، 30% فقط من المدينة توجد بها مياه نظيفة، كما يختفي الصرف الصحي."
عامل آخر من عوامل الإحباط يتمثل في حقيقة أن أموال المساعدات القليلة التي ضخت في اقتصاد البلاد لم تسهم في حل مشكلة البطالة، قلة قليلة من مواطني جنوب السودان هي التي حصلت على تدريب، فيما قامت المنظمات غير الحكومية، ومؤسسات القطاع الخاص، وهيئات الامم المتحدة بتعيين الكينيين والأوغنديين. جوبا أصبحت كذلك من اغلى مدن القارة من حيث الأسعار، حيث يتم استيراد معظم المواد الغذائية و مياه الشرب.
يشير الخبراء أيضا الى ان المعايير المعقدة التي يفرضها البنك الدولي تعرقل من جهود التنمية، ففى وثيقة صدرت الشهر الماضى عن منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، قالت فيونا دافيس، مستشارة برنامج الأمم المتحدة للتنمية بوزراة المالية بجنوب السودان، أن البنك يفرض تنفيذ 62 إجراءا منفصلا فى حالة الرغبة فى شراء شىء، مما يتسبب فى حالات تأخير وإحباط غير طبيعية.
و بحسب ما ذكرته الامم المتحدة، هناك مالا يقل عن 350.000 مشردا في المنطقة. من جانب آخر أعلنت بريطانيا الاسبوع الماضي عن توفير حزمة مساعدات تقدر بـ83 مليون دولار، معظمها سوف تستغله المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة في توفير المياه والرعاية الصحية والايواء.
 

نقلا عن صحيفة «الجارديان»

جون فيدال

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية