يبدو أن الحالة الانتخابية الحالية تلقى فتورا بالغا وتجاهلا ملحوظاً من الغالبية العظمى، ولست أخالف الحقيقة إذا تنبأت بأن الإقبال على صناديق الانتخاب سيكون ضعيفاً للغاية!! وذلك رغم التغطية الصحفية والحملات الإعلانية واللافتات ومظاهرات التأييد والوقفات إلى غير ذلك، ورغم أن الكل يعرف أهمية الدورة البرلمانية المقبلة بوجه خاص!!
فما سر ذلك يا ترى؟ هل سئم الناس الرتابة والتكرار على مدى السنوات السابقة، أم أنها مشاغل الحياة والبحث عن لقمة العيش؟ أم أنها النتائج المعروفة مقدما للقاصى والدانى على حد سواء- فالحزب الوطنى يبدو أكثر قوة من أى وقت مضى، وقد أعد كامل عدته لاكتساح الانتخابات وتحقيق الأغلبية المطلقة هذه المرة، وهو لم يضيع لحظة واحدة منذ الانتخابات الماضية وعمل على سد الثغرات التى نفذت منها أحزاب المعارضة، التى تأتى هذه المرة أضعف مما كانت عليه من قبل.. اختلفت فيما بينها ولم تتفق على شىء وراحت فى سبات عميق طوال السنوات الخمس الماضية، ثم استفاقت لتبحث عن منفذ أو صفقة بالوجوه نفسها والحجج ذاتها، وهى على أى حال أحزاب نعرف بعضها، ولا نعرف أغلبها، جاءت لتظهر فى الصورة كما تفعل دائماً مرة كل خمس سنوات وكفى الله المؤمنين القتال!!
لم أدهش حينما سألت صديقى المتحمس الحريص دائماً على الإدلاء بصوته عن موقفه من هذه الانتخابات؟ فأطرق متنهداً ولم يرد.. ثم رفع رأسه وسألنى وأنت؟ فابتسمت له وقلت: المرة الجاية!! ويا مين يعيش!!
كلية الهندسة- جامعة الإسكندرية
