اليوم أول أيام عيد الأضحى المبارك.. كل عيد وأنتم بخير.. أعاده الله عليكم جميعا وقد حقق كل منكم ما يتمناه.. كان العيد يعنى بالنسبة لنا نحن أبناء «الطبقة المتوسطة» ملابس جديدة، وعيدية، وزيارات كثيرة، وفسحاً عديدة، وذبح خروف الأضحية.. فكنا نردد يوم الوقفة عبارة: بكره العيد ونعيد، وندبح «الشيخ سيد» كناية عن الخروف!!..
وأيا كان ما لدينا من ملابس، فلابد من طقم جديد للعيد!! ونجمع مبالغ جيدة كعيديات من أهلنا وأقاربنا وجيراننا وأصدقاء والدينا!!.. وأذكر أن أبى رحمه الله كان حريصاً على أن يصلى الفجر ويسافر للبلدة ليصلى العيد هناك، ثم يتوجهوا للمقابر!! عادة غريبة فمن فقد مؤخراً حبيبا يبدأ العيد بالنكد.. فأين هذا من «العيد فرحة»؟!.. بعدها ينحرون ويوزعون، ثم يمرون على نساء عائلتهم فى بيوتهن، يسلمون ويقدمون لبعضهن العيديات!!.. أما اليوم فلم يعد للطبقة المتوسطة المتآكلة القدرة على مجابهة لهيب الحياة!!
فالموجود من الملابس يكفى، والعيدية تمنح فقط من المقربين ومحدودة القيمة.. والتليفون يغنى عن التزاور، توفيرا لمصاريف الانتقالات وخلافه!! حتى أسعار الأضاحى ارتفعت هذا العام، وأصبح ثمن الخروف يفوق ثمن جاموسة فى طفولتنا.. فلم يتمكن كثيرون من دبح الشيخ سيد، أو الشيخ «سيد قراره».. أو حتى إزاحة عاشقيه!!.. عيد سعيد.