x

«العدالة والتنمية» حزب دينى يدافع عن علمنة الدولة

الثلاثاء 16-11-2010 00:00 |

لقد أدى ظهور حزب العدالة والتنمية فى تركيا كحزب إسلامى يدافع عن علمانية الدولة وعن التعددية الحزبية إلى قلب أفكار باتت حقائق عند المسلمين العرب الذين لا يفرقون بين العلمانية والكفر والعياذ بالله، وعلى الرغم من كل التجارب الفاشلة للدول التى طبقت الشريعة، حسب فهمها الضيق للنصوص، ووصولهم لنتيجة واحدة وهى القضاء على المعارضة واتهامها بالكفر واضطهاد المرأة والأقليات الدينية، ومحاربة كل أشكال الحداثة انتهاء بمحاربة بعضهم البعض، وتمزيق بلدانهم وإذاقة الناس كل أصناف العذاب من التضييق عليهم وإهمال مصالحهم الحيوية من الخدمات والغلو فى تطبيق الحدود لإظهار الشكل الدينى للدولة،

إلا أن حزب العدالة والتنمية ضرب أروع الأمثلة فى عدم التعارض بين الإسلام كدين حنيف يربى النفس البشرية ويدعو إلى مكارم الأخلاق وبين العمل السياسى تحت مظلة العلمانية، مما يدعونا إلى إعادة طرح مفهوم العلمانية من جديد مستشهدين بحزب العدالة والتنمية كنموذج قائم بيننا نجح فى الجمع بين الهوية الإسلامية والعلمانية، فقد جعل لتركيا صوتاً مؤثراً ومهاباً على المستويين العالمى والإقليمى، فالعلمانية هى التفكير بنسبية فى كل ما هو نسبى وإبعاد المطلق والمسلمات عن كل شىء يقبل التفاوض حوله، ويحتمل أكثر من وجهة نظر، وكذلك احترام الرأى الآخر دون إقصائه أو تكفيره، أو التشكيك فى نواياه..

العلمانية تكفل للجميع إبداء الرأى والاعتقاد دون المساس أو التسفيه بآراء ومعتقدات الآخرين.. الدولة المدنية بمؤسساتها هى أحد روافد العلمانية التى يكون كل المواطنين فيها متساوين أمام القانون، دون تمييز لفئة على أخرى لاعتبارات مثل الدين أو اللون أو الجنس، أو أى اعتبارات أخرى، فالدستور والقانون وحدهما ينظمان العلاقة بين أبناء الوطن الواحد.. فالعلمانية ليست فصل الدين عن الدنيا كما زعم المتشددون، وإنما إبعاد رجال الدين (بصفتهم الدينية) عن الحكم!

 (بنى عبيد- الدقهلية)

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية