لم أجدنى قى قمة التركيز والانفعال والزهو والفرح والحزن كما كنت وأنا أتابع حلقتين متتاليتين من برنامج «اختراق» خلال شهر أكتوبر!! الحلقة الأولى عن شهدائنا الأبطال إبراهيم الرفاعى.. عاطف السادات.. أحمد السمان.. أحمد الجاويش وآخرين، لكل منهم قصة فى البطولة والتضحية، حين روت دماؤهم الذكية رمال سيناء لكى يحيى وطن بأكمله، ونعيش نحن هانئين مرتفعة قاماتنا، وهى مخضبة بدماء هؤلاء الأبطال..
أما الحلقة الثانية فكانت سبقاً ثميناً للإعلامى عمرو الليثى، حين توج مسيرته الإعلامية بحديث نادر ورائع مع اللواء نبيل عبدالوهاب، أحد أبطال عملية تدمير ميناء إيلات الإسرائيلى عام 1969، والذى حكى بدقة وتشويق تفاصيل العملية التى شهدت بطولات عديدة لمنفذى العملية، ولرجال المخابرات العامة، وكان ذروة هذه البطولات أن يعود الملازم أول نبيل عبدالوهاب حاملاً جثمان رفيقه الشهيد الرقيب فوزى البرقوقى سابحاً به مسافة 17 كم حتى الشواطئ الأردنية، غير مبال بما يسببه ذلك من إعاقة لحركته وتأخير وصوله أو اكتشاف أمره للعدو الإسرائيلى..
كان كل أمله أن يصل بجثمان الشهيد ليدفن فى بلدته بالبحيرة ولا يتركه فى أيدى الأعداء.. وقد صور شعوره المتباين فى رحلة العودة بين الفرحة لنجاح العملية، ورؤيته النيران تشتعل فى السفن الإسرائيلية، وبين الحزن لاستشهاد زميله قبل أن يرى نتيجة ما فعلت يداه.. هؤلاء الأبطال لديهم دين كبير فى أعناق ثمانين مليون مصرى الآن، فهل قدر كل المصريين هذه البطولات وثمنوا غالياً هذه الدماء الذكية.. هل رأينا سيرتهم تدرس لأبنائنا؟.. هل تسلط عليهم وسائل الإعلام؟ هل رأينا شارعاً أو ميداناً يحمل أسماءهم؟.. هل راعينا حرمة وطن ضحوا لأجله؟ أم تركنا من نهب وسمسر وباع، حتى الأرض التى سالت عليهما دماؤهم؟!!
ليبيا