سمعت عن قرار رجل الأعمال والمليونير المصرى الشهير، نجيب ساويرس، اعتزاله البيزنس وتفرغه للأعمال الخيرية من خلال توجيه جزء من ثروته لها!! الخبر مثير ويدعو للدهشة، فلم يفعلها أى عاقل فى مصر خاصة عندما يحقق النجاح مثلما حققه نجيب ساويرس وعلى كل فهو خبر زاد من تقديرى واحترامى لمثل هذه الشخصية المصرية الجميلة والمحترمة.. ففكرت مباشرة، ماذا لو قام نجيب ساويرس (لو كان ينوى فعلاً توجيه جزء من ثروته للأعمال الخيرية) بعمل جمعية أهلية على غرار جمعية رجال أعمال إسكندرية؟. هذه الجمعية تكون مهمتها الأساسية تمويل وتنمية ورعاية أصحاب المشروعات الصغيرة، ومتناهية الصغر، على أن يتولى الأستاذ نجيب ساويرس بنفسه إدارة هذه الجمعية، وهو ما يحقق مزايا عديدة لهذه الجمعية عن غيرها، منها استثمار خبرته وتاريخه كرجل أعمال ناجح، وتوفير جزء كبير من رأس المال يمكن توجيهه لأصحاب المشروعات بعد الدراسة والتقصى، وأيضاً الاستفادة من قدراته الإدارية فى نجاح الجمعية لتحقيق أهدافها المرجوة، وتربية جيل جديد من صغار المستثمرين الذين يمكنهم فيما بعد أن يكونوا إضافة قوية لمجتمع رجال الأعمال الناجحين فى مصر.
جدير بالذكر، أنه من خلال دراستى بمرحلة الماجستير وإعداد رسالتى عن تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر. توصلت الرسالة إلى نجاح الجمعيات الأهلية بدرجة كبيرة فى تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وبطريقة مقننة، وأقل تكلفة من أى وسيلة تمويل أخرى.
ولا يخفى على أحد مدى أهمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى كل دول العالم سواء كانت متقدمة أو نامية، فهذه المشروعات تمثل ما يزيد على 90٪ من إجمالى المشروعات الموجودة فى أى دولة، وتوفر فرص عمل تزيد على 70٪، كما أنها تعمل كصناعات مغذية للصناعات الكبيرة من خلال إمدادها باحتياجاتها من الأيدى العاملة الماهرة والسلع نصف المصنعة والمكونات الصغيرة للمنتجات النهائية للصناعات الكبيرة وغيرها من أهمية.
فبدلاً من أن تكون الأعمال الخيرية فى شكل منح وإعانات للمحتاجين يقومون بإنفاقها على احتياجاتهم ثم يعودون مرة أخرى للبحث عمن يعطيهم، فمن الأجدى لهم وللمجتمع قيامهم بمشروعات صغيرة أو متناهية الصغر، توفر لهم دخلاً مستمراً، والمثل الشهير يقول: اشتر لى سنارة بدلاًَ من أن تعطينى سمكة.