حاول الحزب الوطنى أن يسترضى الجميع فلم ولن يرضى أحداً!! وحاول حراس الحزب الجدد أن ينقلوا ويطبقوا ما درسوه وتعلموه فى أحزاب الغرب فاصطدموا بتقاليد انتخابية مصرية لها حراسها وكهنتها ومتعهديها لهم صوت وباع وتأثير!!
فجاء هذا المسخ والحل التوافقى كمحاولة لإرضاء الجميع، فغضب الجميع وتحول الحزب الوطنى من كيان المفترض أنه كيان واحد يحارب معركة انتخابية مع متنافسين، وعينه على الأغلبية إن لم تكن مطلقة فلتكن أغلبية مربحة، تتيح له تنفيذ رؤيته واستراتيجيته وتشريعاته بلا وجع دماغ ولا قلق من عناصر يتخوف من صوتها العالى وتأثيرها الإعلامى، ولكن ما حدث حوّل هذه المعركة التنافسية مع الآخرين إلى معركة داخل الحزب نفسه!!
ليس فقط من هؤلاء الذين تم استبعادهم وحرمانهم من أنه فرصة للشرود بعيداً عن مظلة الحزب، ولكن أيضاً بين من تم اختيارهم للدخول فى المعركة الانتخابية باسم الحزب، فقد أدخلوا تقريباً مع كل مرشح منافسا له من داخل الحزب، وكأن من صاغوا هذه التوليفة التوافقية الغريبة وغير المتوقعة لسان حالهم يقول: خليهم يطحنوا بعض والشاطر اللى ينجح أهلا به ومرحبا!!
ولاشك أن هذه التجربة جد خطيرة وغير مضمونة النتائج، كما أنها من الممكن أن تصنع قلاقل وفتناً داخل الأسر والعائلات، وتضعف الحزب أمام منافسيه، صحيح أنهم ليسوا خصوما أقوياء أو منظمين باستثناءات قليلة، إلا أنهم وبالتأكيد سيستفيدون من هذا الشرخ.. كما أن الحزب أى حزب طبقاً للأدبيات الحزبية المطبقة فى الديمقراطيات الغربية والتى يزعم الحزب الوطنى أنه يسترشد بها تدعو للتصويت لمرشحى حزبه!!
وفى هذه الحالة لمن ستدعو آلة الإعلام بالحزب الوطنى، ولأى المرشحين تنحاز ومن سيساند الحزب مرشحه س أو ص؟! بالتأكيد ستكون هيصة وكما يقولون ضربة زايغة، ولن تعرف من ضد من؟! وستفتح أبواب جهنم للشائعات والتربيطات والمؤامرات والدسائس والخيانات!! أما الإيجابية المضيئة الوحيدة فى هذا الأمر أن فرص التزوير والتلاعب ستكون أقل، لأن الكل ضد الكل، وحتى من يريد أن يزور للحزب فلأى مرشح من مرشحى الحزب سيزور؟ إنها تجربة على المحك، فلننتظر لنرى.. وإن غداً لناظره لقريب!!
أسيوط- مستشار إعلامى