لم أستطع مقاومة الابتسامة التى تسللت إلى وجهى عند قراءة تصريح الدكتور فتحى سرور الذى أعرب فيه عن أمنيته برؤية عضو بالبرلمان من ذوى «الاحتياجات الخاصة»!
يا للعجب.. أبعد هذا العمر الطويل على منصة رئيس البرلمان لم ير كل هذا الكم من ذوى الاحتياجات الخاصة من بين السادة أعضاء البرلمان!.. فإذا اتفقنا أن الاحتياجات الخاصة هى كناية عن إعاقات جسدية يبتلى بها الله بعض عباده، فإنه يوجد نوع آخر من الاحتياجات الخاصة، وهى تلك النفسية والأخلاقية التى يبتلى بها مجتمعنا على يد بعض أعضائه للأسف الشديد!
وإلا فماذا نسمى نواب القروض، ونواب الاستيلاء والمتاجرة فى أراضى الدولة، ونواب المتاجرة فى أحلام البسطاء، ونواب التربح من تأشيرات الحج وتأشيرات الوزراء، ثم نواب تخصص فى مخالفة القوانين.. بدءاً من تبوير الأراضى الزراعية، ومخالفة قوانين البناء بل إدارة سوق موازية خلفية لتمرير الاتصالات الدولية- ناهيك طبعاً عن عينة فريدة من نوعية نائب القمار والموبايلات!
نظرة سريعة لكل هؤلاء ممن لهم احتياج إجرامى خاص من وراء عضوية البرلمان، ونظرة إلى قائمة السادة المرشحين المتقاتلين على مقاعده بدرجة تصل إلى البلطجة والخطف والتنكيل، وشراء أصوات الناخبين، تظهر لنا حقيقة الابتلاء الذى تمر به مصر فى ظل برلمان وظيفته، لغالبية أعضائه هى التربح والتصفيق والتمرير.
يا دكتور سرور.. أرجو أن تعيد صياغة أمنيتك لتصبح: «أتمنى أن أرى فى البرلمان المزيد من الأعضاء الشرفاء، الذين ليس لهم من وراء عضوياتهم احتياجات خاصة، إلا خدمة مصر والمصريين»!
