x

فيلم بقرار جمهورى

الخميس 11-11-2010 08:00 |

لعلك مثلى قد عشت ذلك الانتصار الكبير الذى سطر فيه الجنود والضباط من كل الأسلحة بطولات لن ينساها التاريخ، نقرأ عنها كل عام فى ذكرى انتصار أكتوبر، حيث تقام الحفلات الغنائية والاستعراضات الفنية، ثم ينتهى مولد أكتوبر!! فهل هذا يكفى؟

إن بعض شباب اليوم الذين لم يعاصروا هذه الأيام المجيدة، ولا يريدون أن يشغلوا بالهم بهذه الذكريات، ولا يعرفون كم من الشهداء فقدناهم فى حرب تحرير الأرض والعرض من دنس اليهود والصهاينة التى احتلوها فى حرب الأيام الستة فى يونيو 67، لم يعاصروا ولا يعرفون شيئا عن حرب الاستنزاف، التى كانت احتكاكا مع الجيش الصهيونى تمهيدا للانتصار الكبير،

ولا يعرفون أن آباءهم تركوهم وعاشوا فى الحفر على شط القناة سنوات طويلة ينتظرون اليوم الذى يعبرون فيه لملاقاة الجندى الإسرائيلى، الذى كان يقف فى الجانب الآخر منفوخا مشدوها، يأتى بحركات معينة ليفقدهم معنوياتهم، ولما جاءت اللحظة عبروا وقلوبهم يسكنها الإيمان بالنصر، وكانت البداية تحطيم خط بارليف.

إن شباب اليوم يبحث عن الجديد فى سوق الأفلام فلماذا لا نعد لهم فيلما يحكى انتصار آبائهم وأجدادهم الذين عاشوا على الجبهة سنوات انتظاراً ليوم العبور العظيم والقضاء على أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر. أعرف أن هذه الأفلام مكلفة ولا يستطيع أى منتج الصرف عليها، وأنها لن تحصد هذا الإيراد الذى يحصده فيلم من الأفلام الهايفة..

لكننا نريده فيلما كالأفلام العالمية التى شاهدناها، وليكن حتى بإخراج عالمى، فيلماً يراه كل الأجيال الحالية والمستقبلية مجانا فى مدارسهم وكلياتهم ليعرفوا أنه بروح أكتوبر انتصرنا، وبعزيمة الرجال الذين هم آباؤهم وأجدادهم قضينا على غطرسة عدو جبان وأسطورة كاذبة!!

لقد مر على انتصار أكتوبر 73 عاما ليست بالقليلة.. وليس فى العمر 37 عاما أخرى ننتظرها حتى نرى هذا الفيلم الذى يجب أن يشاهده الشباب ليعرفوا تاريخ بلدهم.. لقد عشنا النكسة وحرب الاستنزاف وحرب تحرير الأرض، لكن هناك أجيالا لا تعرف شيئا عنها وهناك جهات أجنبية يهمها أن تضللهم لأنهم مستقبل مصر!! وما عرض عننا وعن العبور لا يكفى!!

وإذا كان هذا الفيلم يحتاج قرارا سياديا فما المانع؟ وإذا كان يحتاج دعما ماديا فلنعلن الاكتتاب ونحن مستعدون، رغم علمى أن رجل أعمال واحد من شرفاء البلد يستطيع الصرف على هذا الفيلم حتى يرى النور!!

وكما اجتمع السيد الرئيس ببعض الكتاب والمثقفين والفنانين الذين طالبوا بعودة السينما إلى الدولة، فيكلف بعضهم بكتابة هذا الفيلم. أمدوهم بكل ما يطلبونه من وثائق ومعلومات عن حرب أكتوبر، فبعض أبطال أكتوبر مازالوا يعيشون بيننا، فلتكن هناك جلسات استماع معهم قبل أن يرحلوا، وكل ما أرجوه أن يرى هذا الفيلم النور.. حتى لو كان فيلما بقرار جمهورى!

 

عضو اتحاد الكتاب - القاهرة

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية