x

وضع النقاط على الحروف

الثلاثاء 09-11-2010 08:00 |

إن الخلاف فى وجهات النظر بين السياسيين والعسكريين وارد بطول التاريخ الإنسانى، فليس هناك حل مثالى مطلق، ولكن هناك بدائل يعرضها المتخصصون على رئيس الدولة لاختيار أنسبها.. أذكر ذلك بمناسبة خبر تكليف الرئيس مبارك السيد كريم الديوانى، الأمين برئاسة الجمهورية، بالتوجه إلى منزل الفريق سعد الدين الشاذلى للاطمئنان على صحته، وإبلاغه تحيات الرئيس.. وأجدها فرصة نادرة لوضع النقاط على الحروف حول خلاف الفريق الشاذلى مع الرئيس السادات خلال حرب أكتوبر 1973 من خلال النقاط الخمس التالية:

 (أولاً): بحلول الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر السبت 13 أكتوبر 1973 قامت طائرة استطلاع أمريكية من طراز SR71A بالتحليق على ارتفاع عالٍ، وتصوير الجبهتين المصرية والسورية، وقد أظهرت الصور أن هناك ثغرة تفصل بين الجيشين الثانى والثالث بطول نحو 35 كيلومتراً، وقد استغلتها إسرائيل لدفع احتياطيها الاستراتيجى من خلالها للوصول للشاطئ الغربى لقناة السويس..

(ثانياً): تصادف فى نفس اليوم 13 أكتوبر أن وصلت طلائع أسلحة الجسر الجوى الأمريكى إلى مطار العريش، وكان من ضمنها أسلحة حديثة مضادة للدبابات أنزلت خسائر موجعة بقواتنا المدرعة القائمة بتطوير الهجوم شرقاً يوم 14 أكتوبر..

(ثالثاً): يوم 16 أكتوبر اقترح الفريق سعد الشاذلى، رئيس الأركان، توجيه ضربة قوية للعدو المخترق بسحب 4 لواءات مدرعة من الشرق للغرب.. وحدث خلاف بين القادة العسكريين استدعى تدخل الرئيس لحسم الأمر!!

(رابعاً): من المنظور الاستراتيجى فإن الاقتراح كان قابلا للتطبيق عسكرياً بخسائر فادحة لكلا الطرفين، حيث القتال سيكون متلاحما، فلو انتصرت مصر- التى تتميز قواتها بأنها تعمل بدعم خطوط إمداد داخلية- سيصبح الطريق مفتوحاً أمامها للحدود الدولية..

(خامساً): فى المقابل كان رد الفعل الأمريكى فى علم الغيب!! والأوامر للقوات التى ستنسحب لتقاتل فى الغرب كانت ستصل إليها بواسطة ضباط اتصال.. فماذا عن مشاعر باقى القوات المتمركزة فى سيناء؟ إن مجرد مشاهدة الدبابات والمدافع وهى متجهة نحو الغرب كان سيستدعى لدى المقاتلين مشهد انسحاب عام 1967!! ومن ثم اتخذ الرئيس السادات قراره بعدم سحب جندى واحد من الشرق.. ونخلص مما سبق أن كلا الرأيين كان صائباً، ولو أن الرأى الثانى يعتبر أكثر صوابا.. ولقد ناقشت الفريق الشاذلى منذ سنوات قليلة فى هذه الجزئية أمام رفاق سلاح بنادى هليوبوليس ولكننا اختلفنا!!

ختاماً.. إن الفريق سعد الشاذلى قيمة وقامة عسكرية عالية لا يختلف عليها اثنان، ولست فى حاجة إلى تسطير رأى العسكريين الأجانب فيه، حيث صرح أحدهم بأن عبور القوات المصرية سيناء يوم 6 أكتوبر كان أكثر انتظاماً من المرور فى شوارع العاصمة.. لقد خدم الرجل بلده وأمته بأمانة وشرف، فاللهم نسألك له الصحة والعافية والشفاء العاجل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية