«لن أتركهم يطبقون اللائحة المشبوهة، وسألجأ للفيفا إذا لم يرفع اتحاد الكرة ظلمه عن اللاعبين، وسأقاتل من أجل تصحيح الأوضاع الخاطئة داخل الجبلاية»، بهذه الكلمات الجريئة تحدث مجدى عبدالغنى لـ«المصرى اليوم»
■ فى البداية سألناه.. ما رأيك فى اعتماد مجلس الإدارة تطبيق لائحة شؤون اللاعبين القديمة وعدم إقرار اللائحة التى قمت بإعدادها؟
ـ أولاً سأطالب مجلس الإدارة فى أقرب اجتماع بعدم العمل باللائحة القديمة لأنها مشبوهة ويشوبها العديد من الأمور التى تسببت فى لغط كبير بين الأندية واللاعبين، وإذا لم يقتنع مسؤولو الاتحاد واستمروا فى عنادهم فسألجأ للفيفا بصفتى رئيساً لجمعية اللاعبين المحترفين، وسأطالبهم برفع الغبن عن اللاعبين، لأن اللائحة مليئة بالبنود الظالمة للاعبين، والتى لا يرضى عنها الفيفا، وأنا بدورى أحذر من ثورة اللاعبين ضد هذه اللائحة المجحفة لحقوقهم.
■ ولماذا لم يقرر مجلس الإدارة اعتماد العمل بلائحة شؤون اللاعبين التى قمت بإعدادها رغم أنك تزعم أنها منبثقة من لوائح الفيفا؟
ـ بالفعل اللائحة التى قمت بإعدادها تتسق تماماً مع لوائح الاتحاد الدولى، وبالمناسبة هى سليمة تماماً، وتعالج ثغرات كثيرة كانت موجودة من قبل، والدليل على ذلك أن مجلس الإدارة لم يرفضها عندما تم عرضها عليه، وقرروا عرضها على الجمعية العمومية التى لم ترفضها بل قرروا تشكيل لجنة مكونة من خمسة أعضاء لمناقشتها يكون ثلاثة منهم من الدورى الممتاز، وناد من الممتاز ب، وآخر من الدرجة الثانية.
■ وماذا حدث بعد ذلك؟
ـ مجلس الإدارة لم يحترم قرار الجمعية العمومية وبدلاً من أن يشكل اللجنة من خمسة أندية قام بتشكيلها من 12 نادياً، ولا أدرى سبباً وراء عدم احترام قرار أعضاء الجمعية العمومية، ولم يكتف مجلس الإدارة بذلك، بل قام بتوجيه الدعوة أيضاً لكل أعضاء مجلسه لحضور هذا الاجتماع دون أن يبلغونى بموعد مناقشة اللائحة رغم أننى كاتبها، ويجب عليهم إخطارى بمناقشتها لأتمكن من الرد على أى استفسار لهم، ولكنهم تجاهلوا الأمر تماماً وعلمت بموعدها مصادفة، وحضرت جزءاً قليلاً منها بسبب ارتباطى بتحليل مباراة فى إحدى القنوات الفضائية، حيث لم أتمكن من إكمال المناقشة، وكان الأجدى بهم الاتصال بى والتنسيق معى حول موعد مناقشتها.
■ ولماذا فضلت الذهاب لتحليل المباراة بدلاً من مناقشة اللائحة؟
ـ لأننى مرتبط بتعاقد، ولم ينسق معى أحد حول الموعد، ثم إن جميع الموظفين بالاتحاد يتركون عملهم عند ارتباطهم بالقنوات الفضائية التى يعملون بها رغم تقاضيهم رواتب على ذلك، فكيف أعتذر عن عملى، وأنا أؤدى عملاً تطوعياً.
■ طالما هناك أخطاء ترتكب من الموظفين بهذه الطريقة، فلماذا لا تطبقون قراركم بمنع الموظفين والمدربين من العمل فى القنوات الفضائية؟
ـ لأن مجلس الإدارة لا يقدر على تطبيق قراراته وهذه كارثة لأنه من المفترض تنفيذ أى قرار مهما كانت عواقبه ونتائجه، وإلا فإننا نضع رؤوسنا فى الرمال، وهذا لا يليق بمجلس إدارة اتحاد الكرة.
■ لكن الأزمة تجددت بينك وبين أعضاء المجلس بسبب عزلك من رئاسة شؤون اللاعبين؟
ـ زملائى بالمجلس اعتبروا رئاسة لجنة شؤون اللاعبين خطيئة لا تغتفر، وشنوا هجوماً منظماً علىّ عبر الصحف والفضائيات، وخلطوا الحقائق والأوراق، حيث زعموا أنه لا يصح أن أكون رئيساً لجمعية اللاعبين المحترفين، وفى الوقت نفسه رئيساً لشؤون اللاعبين حتى لا أكون «قاضياً وخصماً» فى الوقت نفسه، مع أن الفيفا أقر بعدم تعارض قيامى بالمهمتين لأننى رئيس لشؤون اللاعبين فى كلا المنصبين، واسألوا محمود الشامى، عضو مجلس الإدارة، الذى تأكد بنفسه من الفيفا من عدم تعارض قيامى بالمسؤوليتين، وسمير زاهر نفسه سبق أن أكد قبل بطولة الأمم الأفريقية أننى باق فى مكانى كرئيس لشؤون اللاعبين، وأن الأمور تسير كما هى.
■ وهل تغير الكلام بعد الفوز بالبطولة، حيث شعر زاهر بقوة موقفه؟
ـ كلنا شركاء فى إنجازات المنتخب الوطنى، ولا يوجد شخص بعينه صاحب فضل فى الفوز بالبطولة الأخيرة، ولكن للأسف هذا هو الحال عند تحقيق الانتصارات يتم تجاهل إسهامات البعض.
وأنا أقولها صريحة لمجلس الإدارة: إن الكارثة فى لجنة المسابقات «التفصيل» التى تم وضع بعض الأندية فيها لترضية بعضهم لوقوفه إلى جواركم فى الانتخابات الماضية، والبعض الآخر لتجنب مواقفه، وهذه اللجنة فى حد ذاتها هى الكارثة الحقيقية، فكيف تقوم بعض الأندية بمحاكمة منافسيها.. هذا أمر غير مقبول وغير معقول بالمرة!
■ ولكن التنكيل بك كان متفقاً عليه بسبب تقدمك بالاستقالة من مجلس الإدارة؟
- لست عضواً فى تنظيم القاعدة لينكلوا بى، وأنا وجودى فى اتحاد الكرة أمر طبيعى لأننى كابتن مصر وأحسن لاعب وسط فى قارة أفريقيا والوحيد بين الموجودين الذى شارك فى كأس العالم، وأعتقد أننى الأجدر بالتخطيط للكرة المصرية، وأقولها بكل صراحة لن أصمت على ما يحدث داخل الاتحاد، وهناك خلل إدارى ومالى رهيب بين العاملين بالاتحاد ولو استمر الأمر هكذا فسيتحول إلى كارثة كبيرة، فالعاملون القدامى يطالبوننى بالتدخل لحل مشاكلهم الداخلية، لأنه ليس من المعقول أن يتقاضى موظف بدبلوم 14 ألف جنيه كراتب شهرى، بينما الحاصلون على المؤهلات العليا يتقاضون بضعة جنيهات.. فكل هذه أمور لن أسكت عليها.
■ وماذا ستفعل أمام الأغلبية؟
- سأقاتل حتى النفس الأخير لتصحيح الأمور، وسأتقدم بمذكرة تتضمن كل الأوضاع المقلوبة لمجلس الإدارة للعمل على تلافيها، وإن لم يحدث تغيير فسأتقدم بمذكرة مماثلة للمجلس القومى للرياضة للتدخل بدوره لحل كل المشكلات الإدارية والمالية داخل الاتحاد قبل قيام الموظفين بثورة لا يقدر أحد على إخمادها.
■ وهل تفكر فى التقدم بالاستقالة مجدداً؟
- هذا لن يحدث أبداً، وسأستمر فى منصبى حتى آخر الدورة غصباً عن أى أحد، لأننى نجحت فى الانتخابات بذراعى ومجهودى، ولا يوجد لأحد فضل فى نجاحى فى الانتخابات الماضية، وبالمناسبة لايزال البعض يحاربنى داخل المجلس ممن كانوا يرغبون فى عدم نجاحى، وأيضاً هناك بعض أعضاء الجمعية العمومية الذين لم يساندونى لايزالون ضدى، وإن دل هذا فإنما يدل على أننى صاحب موقف ولن تغيرنى المناصب أبداً.
■ هل تتفق معى فى أن سبب خلافك مع مجلس الإدارة هو، تقدمك بالاستقالة فى المرة السابقة؟
- أنا لا يفرق معى أى شىء، وسأظل أصرخ وأنتقد ما لا يعجبنى، ثم إن الأسباب التى قدمت استقالتى بسببها لاتزال موجودة، وأهمها عدم كتابة قرارات مجلس الإدارة، وأيضاً عدم التصويت على تلك القرارات، والذى يشكك فى صدق كلامى عليه أن يأتى لنا بمحضر واحد مكتوب لمجلس الإدارة، وبالمناسبة كل قرارات شؤون اللاعبين التى أقوم باتخاذها كان يتم تجاهل عرضها فى اجتماعات مجلس الإدارة دون إبداء أسباب واضحة بعكس أمور أخرى، وعلى سبيل المثال موضوعات الكرة الخماسية كانت تعرض على المجلس فى أسرع وقت، ويتم اتخاذ قرارات سريعة فيها.
■ إذن أنت ترى أن الأمور تسير للأسوأ داخل الاتحاد؟
- أحمد مجاهد، رئيس أحد أندية الجمعية العمومية، ظهر فى أحد البرامج الفضائية، وقال بالحرف الواحد إن الأمور خربانة فى اتحاد الكرة، ورغم ذلك لم ينتقده أو يتعرض له أحد، ولكننى عندما ينشر لى هذا الحديث ستنقلب الدنيا، وسيوجهون اتهاماتهم لى بأننى ضدهم وأسعى لإثارة الفتنة وتقليب الرأى العام عليهم، فلماذا إذن هذه التفرقة بين أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الجمعية العمومية.
■ ولماذا لا يتم التنسيق فيما بينكم؟
- لا أعرف سبباً واحداً وراء هذا العناد، ولا أعرف لمصلحة من الهوجة التى تسيطر على اتحاد الكرة الآن.
■ وما حقيقة الخطاب الذى أرسلته إلى الفيفا تشكو فيه الاتحاد؟
- بالفعل أنا أرسلت خطاباً للفيفا، ولكنه خطاب عادى جداً، وليس كما صور البعض بأنه ضد مصر، لأننى فى النهاية أسعى لتطوير الكرة المصرية بما يتفق مع قواعد ولوائح الفيفا، وما أرسلته فى الخطاب كان استفساراً وتوضيحاً، وقد كان عن بند روابط الأندية الذى اشترطه الفيفا فى لائحة النظام الأساسى، وهل هو موجود ضمن التعديلات التى أرسلها اتحاد الكرة، والتوضيح هو تأكيد أن المجلس القومى للرياضة جهة حكومية لا يحق لها التدخل فى لائحة النظام الأساسى، لأن مجلس الإدارة كان قد سبق أن أكد عدم قيامه بوضع بند الروابط لاعتراض المجلس القومى للرياضة على وجوده، وكل هذه الأمور لا تسىء إلى أحد فى شىء.