قدمت صحيفة «بوليتيكن» الدانماركية اليوم الجمعة، اعتذراً عن الإساءة إلى المسلمين بعد أن أعادت نشر الرسوم الكاريكاتيرية المثيرة للجدل للنبي «محمد» (ص)، وقالت إنها توصلت إلى تسوية مع منظمة تمثل أشخاصاً يقولون إنهم من سلالة النبي محمد.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار إعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية هو "جزء من التغطية الإخبارية للصحيفة" ولم يكن رأي افتتاحية أو يهدف إلى الإساءة للمسلمين في الدانمارك أو أي مكان آخر.
وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية، في تقرير لها اليوم، إن «بوليتيكن» توصلت لتسوية مع 8 منظمات تمثل 94 ألفاً و923 مسلماً، من خلال طباعة اعتذار عن الرسومات المسيئة، دون التخلي عن حقها في إعادة نشر هذه الرسومات أو حتى الاعتذار عن نشرها في إطار تغطيتها الخبرية.
ونقلت «جارديان» عن الطرفين قولهما في بيان مشترك إنهما يرغبان في التعبير عن الرضا بهذه التسوية والتفاهم الودي بينهما، وأملهما في أن يساهم هذا في الحد من التوتر الحالي.
وقالت الصحيفة البريطانية إن القرار أثار جدلاً في الأوساط السياسية الدانماركية التي اتهمت «بوليتيكن» بالرضوخ والتضحية بحرية التعبير التي تعتبر حجر الأساس في الديمقراطية الدانماركية، بينما لم يعلق رئيس الوزراء ووزير الخارجية الجديد على القرار.
ونقلت «جارديان» عن رئيس تحرير «يولاندس بوسطن»، التي نشرت الرسومات في عام 2005، ضمن نفس المؤسسة التي تتبع لها «بوليتيكن»، قوله، "إن «بوليتيكن» فشلت في حربها من أجل الحرية"، واصفاً اليوم الجمعة بأنه يوم حزين للصحافة الدانماركية.
وقال أحد رسامي الكاريكاتير ويدعى «كرت ويسترجارد»، تعرض منزله للهجوم في بداية العام الجاري،"إن «بوليتيكن» خانت وظيفتها في حرية التعبير، «بوليتيكن» خائفة من الإرهاب لسوء الحظ، وأنا أفهم ذلك".
وحثت زعيمة الجناح اليمينى في حزب الشعب الدانماركي «بيا كير سجارد» الصحف الدانماركية على إعادة نشر الرسومات، وقالت إنه تم بيع «بوليتيكن»، مضيفة،"من الحرج أن يتخلى رئيس تحرير «بوليتيكن» عن مبادئ الدانمارك والغرب في حرية التعبير".
