x

تقرير:المغالاة فى رواتب اللاعبين تهدد أندية أوروبا بـ«الشلل»‏

الجمعة 26-02-2010 19:12 | كتب: محمد يحيى |
تصوير : other

استغل الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «الويفا» الأزمة المالية التى يعانى منها العديد ‏من الأندية الإنجليزية فى الوقت الحالى، وعلى رأسها «مانشستر يونايتد» ‏و«ليفربول» و«ويستهام» و«بورتسموث»، للكشف عن دراسة اقتصادية تؤكد أن ‏الانفلات المادى فى رواتب اللاعبين هو السبب الرئيسى فى تعثر هذه الأندية ‏مادياً، خصوصاً أن الأندية تنفق مبالغ أكبر من دخولها الحقيقية خلال العام معتمدة ‏فى ذلك إما على الاقتراض أو الأسهم التى تباع وتشترى، وبالتالى تفشل الأندية ‏فى سداد الديون المتراكمة عليها.‏

وأكدت الدراسة  والتى أعلنها «الويفا» الأربعاء الماضى، أن الأندية الإنجليزية ‏هى الأكثر استدانة بين أندية أوروبا  خاصة بعد أن وصلت ديون الأندية ‏الإنجليزية 56٪ من قيمة ديون الأندية الأوروبية فى التقرير المالى لعام ‏‏(2008) .‏

وقال الفرنسى ميشيل بلاتينى، رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم، فى مقدمة ‏التقرير الأندية الغنية والمتحكمة فى السوق الاقتصادية دخلت فى منافسة غير ‏عادلة مع الأندية الأقل منها، فمع التزام هذه الأندية بالأصول الاقتصادية فى ‏التعامل مع عملية بيع وشراء اللاعبين لم تستطع مجاراة الأندية التى دخلت السوق ‏بقوة لشراء وبيع اللاعبين دون مراعاة لأى أصول اقتصادية أو الديون المتراكمة ‏عاما بعد آخر.‏

وأضاف على الرغم من ارتفاع إيرادات الأندية كل عام إلا أن بعض الأندية ‏تفرض على نفسها قيودا أو ما يسمى اقتصادياً بـ«تقييد النمو فى الأرباح» من ‏خلال دفع مبالغ كبيرة اعتماداً على الديون أو تبرعات المساهمين لإدارة العمليات ‏المالية، ولكننى أطالب هذه الأندية بضرورة الحفاظ على قوة أندية كرة القدم ‏الأوروبية، والعمل على نفس خطا بعض الأندية الأخرى الملتزمة بخطط ضبط ‏الأداء الاقتصادى، وأتمنى أن تجمع الأندية على مبدأ اللعب المالى النظيف.‏


وأضاف التقرير أن رواتب موظفى الأندية بمن فيهم اللاعبون زادت بنسبة 18٪ ‏والتى تصل إلى 7 مليارات يورو، مشيراً إلى أن الأندية تنفق 61٪ من دخلها ‏على الرواتب، وتصل إلى 100٪ أحياناً فى بعض الأندية.‏


واتهم التقرير الأندية الإنجليزية بأنها السبب الرئيسى فى هذه الزيادة، خصوصاً أن ‏معظم الأندية الإنجليزية تمتلك ملاعب خاصة بها وهى قاعدة مهمة، لأنها بذلك ‏تملك 48٪ من رصيد الأصول الثابتة للأندية الأوروبية و56٪ من ديون الأندية ‏الأوروبية أيضاً.‏

ووصلت ديون الأندية الإنجليزية لما يقرب من الأربعة مليارات يورو وهو ما يعد ‏أربعة أضعاف ديون الأندية الإسبانية صاحبة المركز الثانى فى نسبة الديون ‏بالقارة العجوز، وأوضح التقرير أن التفاوت فى الدخل والديون لا يقتصر على ‏أندية إنجلترا والدول الأخرى، بينما يظهر بين أندية إنجلترا نفسها، مشيراً إلى أن ‏تسعة أندية فى الدورى الإنجليزى ليس من ضمنها الخمسة أصحاب المقدمة ‏تحصل على دخول تصل إلى 50 مليون يورو، بينما يعيش ما يقرب من 170 ‏نادياً بدخل يصل إلى 350 ألف يورو.

 فى حين أن الأندية الغنية أساساً والبالغة ‏نسبتها 10٪ تحصل على 67٪ من عوائد وأرباح الدورى الإنجليزى، وهو ما ‏يظهر أن النظام الاقتصادى فى هذه الأندية غير عادل مقارنة بنظام مثل الدورى ‏الألمانى الذى يسمح للأندية الصغيرة بالمنافسة، وأكد التقرير أن نجاح ‏‏«البوندزليجا» يظهر فى نسبة حضور الجماهير التى تصل إلى ما يقرب من 43 ‏ألف متفرج فى اللقاء الواحد، وهو ما يعد أعلى نسبة حضور بين دوريات أوروبا ‏وبفارق يصل إلى سبعة آلاف متفرج عن الدورى الإنجليزى والدورى الإسبانى ‏والإيطالى والفرنسى.‏

فى حين أن باقى الدوريات تتفاوت نسبتها ليكون الأعلى منها 20 ألف متفرج فى ‏اللقاء الواحد، فى حين أن بلدانا مثل تركيا وروسيا والبرتغال واسكتلندا وبلجيكا ‏وهولندا لا يتجاوز معدل الحضور الجماهيرى فيها عشرة آلاف متفرج.‏

من جانبها، اهتمت وسائل الإعلام البريطانية بتقرير الاتحاد الأوروبى، وأكدت ‏هيئة الإذاعة البريطانية «‏BBC‏» أن ديون أندية بلادها أكبر من ديون أندية أوروبا ‏مجتمعة، وأرجعت ذلك إلى المالكين الأمريكيين لناديى مانشستر يونايتد وليفربول ‏اللذين أثقلا كهل الناديين بالديون بعد أن وصلت ديون مانشستر إلى ما يقرب من ‏‏700 مليون يورو، وليفربول إلى 350 مليون يورو وأوضحت «‏BBC‏» أن التقرير لا يشمل ديون بورتسموث وويستهام، لأنها لم ‏يحصلا على رخصة الاتحاد الأوروبى فى عام 2008 بسبب مشاكل مالية.‏

وأكدت «‏BBC‏» أن بلاتينى يجهز لمشروع قانون جديد بمنع الأندية التى تتخطى ‏مصروفاتها ما تحصل عليه من دخول من المشاركة فى بطولة دورى أبطال ‏أوروبا أو الدورى الأوروبى، خصوصاً أنها تهدد بعض الفرق بالانقراض، وقد ‏تصيب بعض الأندية الصغيرة بالشلل لعجزها عن مجاراة هذه الفرق التى تستغل ‏أسماءها فى عمليات البيع والشراء‏

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية