ناحَت على ليلِ الحقول الساقِيَةْ
وشعارها: إن الحياةَ قصيرةٌ
وكأنها ألقت إليكَ سؤالَها
سبعون قرناً يا حزينةُ هكذا
تتدفَّقين بغير ذنبٍ سُخْرَةً
تَصِلين بالليل النهارَ وترتوى
ما فى مسارِكِ نقطةٌ يُرجَى بها
عجباً لصبرِكِ لحنُهُ لا ينتهى
سرّاً إذا انتشر النهارُ بِلَغْوِهِ
وكأنه تكرار بيتٍ مُفْرَدٍ
الموتُ فى الأحياءِ موتٌ واحدٌ
لِمَ يا ابنةَ النيلِ الذى أحيا الثرى
ردَّت: لأن القهر طابَ لكم، وما
هتفوا لمن ظَلَمَ الورى وأذلَّهم:
(بالروحِ والدمِ) نَفتدِى (خوفو) الذى
وَهُمُ الذين إذا مُعَذِّبُهم مَضَى
ذُرِّيَّةٌ هِىَ بعضُها من بعضِها
صلوا عليه.. أو العنوهُ.. فقد هَوَى
الحمدُ لله الذى أَودَى بهِ
تمضى بها تحت السياط الماشيَهْ
مع أنها من قبل (مِينا) باقِيَهْ
وجوابَها فى الظلمةِ المترامِيَهْ
لا تعرفين متى عَتَاق الجاريَهْ
وتُوذِّعين، ولم تقولى: ما لِيَهْ؟
من ذَرْفِ دمعتكِ الحياةُ الماضَيهْ
قطعُ العقوبةِ وانتحابِ الباكِيَه
يَرويهِ من جيل لجيل راويَهْ
ويَفيضُ فى صمت الظلامُ علانِيَهْ
نَقَّتْ فأَهدته الضفادعُ قافيَهْ
والموتُ فيكِ تَعَاقُبُ المتواليَهْ
فى كل يومٍ تُقتَلينَ.. بلادِيَهْ؟!
عادَ العبادُ- كما يُقالُ- سواسِيَهْ
يا حاجبَ العينِ الأمورُ كما هِيَهْ
شادَ القبورَ بِنَهْكِ أهل العافيَهَْ
يَتَهامسون مع الصدى فى الناحيَهْ:
فرعونُ موسى كان جَدَّ مُعاويَهْ
فى رَحْمَةِ الرحمن.. أو فى داهِيَهْ
هيَّا لنصنعَ من جديد طاغِيَهْ