قبل أن نسرد لشباب اليوم قصص البطولات التى سطرها أبناء السويس.. دعونى أذكركم بموقفين للفنان محمد حمام رحمه الله والشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى أمد الله فى عمره.. وأعتقد أنه لم يكتب عنهما أحد من قبل، ولكن الأبنودى سيكون شاهداً عليها!.. تعرف الأبنودى على حمام بعد خروج الأخير من السجن لكونه يسارياً.. وامتدت صداقتهما حتى جاءت النكسة، فقام محمد عروق مدير إذاعة صوت العرب بعمل مشروع لأغانى المقاومة يقدمها المؤدون جميعاً تأليفاً وتلحيناً وغناء بدون مقابل!..
وفوراً كتب الأبنودى كلمات الأغنية الخالدة «يا بيوت السويس».. وذهبا لاستديوهات صوت العرب وتم التسجيل.. ومن المفروض أن يتم العرض على لجنة استماع وتؤخذ الموافقات... إلخ!.. ونزلا من المبنى يسيران فى شوارع القاهرة، وفوجئا بالأغنية تذاع فوراً!..
فقد عرضت على محمد عروق بمجرد الإنتهاء منها فأمر بإذاعتها فوراً.. وأثناء حرب الاستنزاف كانا معاً على شط القناة بين جنودنا يرفعان من روحهم المعنوية.. وذات يوم وهما بشوارع السويس بدأ القذف الإسرائيلى بالمدفعية.. وعلى البعد كانت أمامهما عمارة صغيرة تقف بالقرب منها سيارة.. وإذا بدانة ثقيلة تصيبها فتدمرها.. انقشع التراب ونظرا فإذا بالعمارة قد تحولت إلى تل تراب والسيارة تقف فوقه!.. ومع ذلك ظلا فى وسط ذلك الجحيم يؤديان رسالتهما.. ما أروع المصريين!