أعتقد أن كلاً من المرحومين سيد قطب وجمال عبدالناصر ليسا من أولياء الله الصالحين!! نعم كلاهما يتمتع بشخصية رائعة، وكاريزما مميزة، وفكر يسبق سنه ومن حوله، وذكاء شديد، ولكن لهما أخطاء قاتلة، ولهما آراء وتصرفات سببت خسائر جسيمة للوطن مهما حسنت النوايا!!.. من المهم أن نوضح لشباب اليوم خطأ بعض الأفكار التى بنيت عليها جماعة الإخوان المسلمين.. فالفكر لا يدحض إلا بالفكر.
وكل ما يطرح ليس كلاماً مقدساً، وإنما هو اجتهادات بشر.. دعونى أكمل حديث الأمس!.. لقد كان الهدف المشترك للإخوان وللضباط الأحرار هو مواجهة فساد العصر الملكى والاحتلال البريطانى، لذا ارتبط كثير من الضباط بالإخوان سراً، وبحصول جمال عبدالناصر من محمود لبيب على قائمة أسماء الضباط من كل الأسلحة الأعضاء بالإخوان ضمهم لتنظيم الضباط الأحرار.
والمؤكد أن ناصر بايع الإخوان عام 1946، وكما ذكر خالد محيى الدين خرج عبدالناصر من تلك الحجرة المظلمة والضيق الشديد يبدو عليه!! ولعل الطقوس والعبارات التى فوجئ بها عند أخذ العهد والبيعة لم تعجبه!!.. فشخصية عبدالناصر برغم سنه وقتها قيادية، ولديه نزعة نرجسية، فكيف يقبل الرضوخ لمبدأ السمع والطاعة عبر وسيط ينقل تعليمات المرشد؟!.. بالمناسبة بعد نجاح ثورة 52 حاول بعض الضباط الأحرار إعطاء أنفسهم حجماً كبيراً، إلا أن المؤكد أن عبدالناصر كان هو القائد الأعلى لذلك التنظيم.. المخطط والموجه، لذا التفوا حوله على اختلاف مشاربهم، وقاموا بإطاحة الملك بعيداً عن الإخوان المسلمين.. أما موقف الإخوان من الثورة فغريب وعجيب!.. وللحديث بقية.
