من الغريب أن تكون العلاقة بين الأقباط والمسلمين بهذا المظهر السيئ الذى نراه!.. كيف تكون العلاقة هكذا ونحن نرى الأقباط والمسلمين شركاء فى كل شىء فى المكاتب والعيادات والمستشفيات، تجدهم يجلسون على نفس المقهى، وعلى نفس المقعد، تجدهم جيراناً فى كل الأماكن، يحملون نفس المشاكل والهموم، ويشاركون بعضهم البعض فى كل المناسبات حتى فى دور العبادة؟
نرى الكثير من الأقباط يذهبون إلى المسلمين فى المساجد لتقديم الواجب فى المناسبات سواء السعيدة أو الحزينة، ونرى الكثير من المسلمين يذهبون إلى الأقباط فى الكنائس لتقديم الواجب فى المناسبات سواء السعيدة أو الحزينة.. هل هذه العلاقات علاقات كاذبة؟ لا والله إنها علاقات صادقة.. هل يجب أن ندخل فى حرب حتى نرى قبطياً يفدى مسلماً بروحه، ونرى مسلماً يفدى قبطياً بروحه كما حدث فى حرب 1973.. اسألوا من شاركوا فى تلك الحرب هل حدث ذلك أيام الحرب أم لا؟.. ويمكننا أن نرجع توتر العلاقات بين الأقباط والمسلمين إلى عدة أسباب منها:
■ اليد الخفية التى دائماً ما تعبث فى العلاقات بين الأقباط والمسلمين والتى تظهر نظرية المؤامرة على مصر، وتوضحها وضوح الشمس فى كبد السماء!
■ الفراغ السياسى والدينى والعاطفى الذى يعانى منه البعض.. هذا الفراغ الذى يجعل البعض على استعداد دائم لتقبل أشياء غير صحيحة، من أجل إضاعة الوقت أو استهلاكه فيما لا يفيد!
■ والنقطة الأهم هى أنه لا يوجد مجتمع لا تحدث فيه خلافات، فالخلافات قائمة بين الأقباط والأقباط، والمسلمين والمسلمين، فيجب علينا أن نحل هذه الخلافات، ونعمل العقل فيها فلا يمكن أن نجعل من خلاف بسيط ناراً تحرق الأخضر واليابس، وتسهل على اللهو الخفى ما يريده ويتمناه.
