بات واضحاً لكل متابع للحالة التى يعيشها الشعب المصرى الآن أن المصريين لديهم رغبة فى التغيير، وتلك الرغبة الجامحة قد تقودهم لأن يغيروا.. لا لشىء إلا للتغيير! وقد يؤدى ذلك إلى خلط فى المفاهيم وسوء تقدير للمواقف!!
والمتأمل فى انتخابات حزب الوفد الأخيرة التى مجدها الكل وأشاد بها، يعرف أننا كلنا ذهبنا فى طريق خاطئ حيث إننا أشدنا بنزاهة الانتخابات ومدى حياديتها وديمقراطيتها، وقادنا هذا إلى أن نفرح بقدرة المصريين على التغيير، مما عمانا عن رؤية الحقيقة التى باتت فى طريقها للانجلاء الآن، ألا وهى أننا فى غمرة فرحتنا، مجدنا من انتصر فى الانتخابات، ولم نر أن من انهزم وغيره الوفديون، هو من له الفضل فيما ظهرت عليه انتخابات الوفد، هو رئيس الحزب السابق، وهل منا من يقبل أن يلتصق باسمه لقب «سابق» خاصة فى الرئاسة والإدارة والمسؤولية والكراسى الكبرى؟!
لكن محمود أباظة حينما كان رئيساً للحزب استطاع أن يدير انتخابات وصلت من نزاهتها إلى أن تؤدى إلى خروجه!! ليس هذا فحسب، بل خرج من مقره بكل هدوء، ولم يثر ضجة، ولم يلجأ للمحاكم، ولم يطعن فى تزوير الانتخابات، ولم يسئ لسمعة منافسه، بل فضل التوارى خلف الستار بشىء من الهدوء دون إثارة جلبة.
ألا تتفقون معى أن السيد أباظة هو من يستحق المدح والاحتفاء، وأخيراً.. أنا لست ضد التغيير فهو ضرورة، لكن علينا أن نحسن الاختيار، ولا يعمينا التغيير عن الحقائق، فيا سادة.. تعالوا نقف ملياً قبل أن يجرفنا تيار الرغبة فى التغيير فنغير بلا وعى، وإن أفلحنا فى التغيير، فلنعط كل ذى حق حقه.. وليوفقنا الله.
ماجستير تاريخ