تمر7 سنوات، علي ذكرى أكبر كارثة يشهدها قطاع النقل البحري المصري، وهي غرق العبارة «السلام 98»، في مياه البحر الأحمر، أثناء رحلتها من ميناء «ضبا السعودي»، الى ميناء سفاجا البحري.
كانت العبارة تقل 1415 راكبا مصريا وعربيا، راح ضحية الحادث منهم، 1032 راكبا، بالإضافة لعشرات المفقودين، فيما نجا نحو 388 راكبا من الموت، بعد أن استمروا يصارعون الموت في المياه.
وحتى اليوم، لا تزال الأسباب الحقيقية لغرق العبارة، في طي المجهول، وتاهت حقيقة ما حدث بين تقاعس المسؤولين في ذلك الوقت عن عمليات الإنقاذ والقبض علي المتهمين، لتننفيذ الاحكام الصادرة ضدهم.
وفي مقابر المسلمين بالغردقة، أقيمت مقبرة جماعية ترقد بداخلها جثامين وأشلاء نحو147 جثثة مجهولة، وأشلاء الضحايا التي لم يتم التعرف عليها، بسبب بقاء الجثث في مياه البحر، عدة أيام والتهام أسماك القرش، أجزاء من الجثث.
وزحفت الرمال الناعمة، علي المقبرة الجماعية لتمحو الأثر المتبقي من ذكري غرق العبارة، وتكاد تختفي المقبرة الجماعية حيث لا زيارات أو فاتحة تقرا على أرواحهم، أو ورود توضع علي مقبرتهم، ليتم تجاهلهم في حياتهم ومماتهم، حتى وصل الحال إلى امتداد أيدي اللصوص، لسرقة السياج الحديدي، الموضوع حول المقبرة، إلى جانب نبش بعض القبور.
لم ينس أقارب المفقودين، هذا التاريخ، ولا يزال يراودهم الأمل طوال هذه السنوات الماضية في عودة المفقودين، ويقول بعضهم إنه تم اختطافهم من جانب أجهزة الأمن ومالك العبارة، لعدم كشف القصة الحقيقية لغرق العبارة.
وقال طارق شرف الدين، الذي قال إنه فقد زوجته وأبنائه الـ4 في الحادث، إنه لايمكنه نسيان الكارثة، حيث أنشأ صفحة علي موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، يشارك فيها أهالي واقارب ضحايا الحادث.
وشدد على أن «أهم المطالب التي يتمسكون بها حتي الآن، هو إعادة فتح التحقيق من جديد، من جانب النائب العام، في القضية ومعرفة الملاك الأصليين للعبارة، ومطالبة «الإنتربول»، الدولي ووزارة الداخلية البريطانية، بتسليم المتهم الأول الهارب ممدوح إسماعيل، لتنفيذ الحكم الصادر ضده من محكمة جنح مستأنف سفاجا، بحبسه 7 سنوات».
وشدد على أن ذوي الضحايا يتمسكون بفتح التحقيق في دور صفوت الشريف، وزكريا عزمي، في تهريب صديقهما «إسماعيل»، إلى لندن، قبل رفع الحصانة عنه من مجلس الشورى، وناشد جميع أجهزة الدولة، إعادة فتح ملف غرق العبارة.
وقالت مصادر رسمية مسؤولة، إن الحكومة كانت وعدت بتنفيذ عدة اشتراطات لتدارك تكرار ما حدث في كارثة غرق العبارة، إلا أن هذه الوعود لم يتحقق شيء منها، موضحا أن «مستشفيات سفاجا والغردقة، تفتفد الخدمات الصحية والتطوير اللازم، ولم يتم إنشاء مركز إنقاذ بحري بسفاجا أو ثلاجة مركزية لحفظ جثث الموتى، في مثل هذه الكوارث، رغم استمرار وجود عدد من العبارات، تعمل بطاقة أعلى من المقررة لعدد الركاب».