عندما كتبت فى 2009 عن ذلك «المكتب» الذى ذكرته فى مقالة الأمس اتصل بى العديدون، ومنهم أحد الوزراء السابقين، ينكرون انضمام جمال عبدالناصر إلى الإخوان المسلمين!! لذا أريد من الرافضين أن يرجعوا إلى كتاب الفريق طيار عبدالمنعم عبدالرؤوف «1914-1985» وعنوانه «أرغمت فاروق على التنازل عن العرش»، وهو أحد الضباط الأحرار المشاركين فى ثورة 1952 حيث حاصر بقواته الملك فاروق فى قصر رأس التين بالإسكندرية، وله تاريخ مشرف فى مقاومة الاحتلال الإنجليزى وفى الجهاد فى فلسطين.. عرفت عنه الشجاعة والجراءة والصراحة التى كانت سببا فى إيداعه السجن لفترات قصيرة، سواء فى العهد الملكى أو بعد الثورة!!
وقد ذكر فى كتابه كيف تعرف على جماعة الإخوان المسلمين عام 1942، وفى عام 1944 بدأ هو وسبعة من الضباط منهم جمال عبدالناصر وكمال الدين حسين وخالد محيى الدين فى عقد اجتماعات أسبوعية منزلية لمناقشة الأوضاع المتردية، وفىأوائل 1946 توجهوا لمنزل فى حى الصليبة ودخلوا حجرة شبه مظلمة بها الجزء العلوى من «المكتب» إياه، ويجلس عليه شخص وقد غطى نفسه بملاءة!! وتقدموا واحداً تلو الآخر لأخذ العهد والبيعة، فكان يسأله: «هل أنت مستعد للتضحية بنفسك فى سبيل الدعوة الإسلامية»، وبعد الإجابة بنعم يضع المقّدم يده على المصحف والمسدس ويقسم، ويعلق الرجل فى النهاية قائلاً: «من يفشى سرنا ليس له سوى جزاء واحد.. وهو جزاء الخيانة».. والمقصود بالتأكيد «القتل»!!.. ولكن لماذا تدهورت العلاقة بعد الثورة؟.. وللحديث بقية.