هل تذكرون ذلك الفيديو الشهير الذى تداولته جميع المواقع منذ ما يزيد على العام ونصف العام، والذى ظهر فيه عمرو موسى يتحدث إلى عصام العريان.. إذ قال موسى للعريان إنه آن الأوان من الناحية الإنسانية للإفراج عن مبارك، فرد عليه عصام العريان فى ثقة وكأنه يعلم الغيب «سوف يخرج مبارك من محبسه فى حالة واحدة وهى أن يخرج إلى القبر»!!.. وهل تذكرون حين وقف صفوت حجازى خطيباً فى رابعة العدوية قبل الثلاثين من يونيو فقال «إن مرسى سوف يكمل مدته شاء من شاء وأبى من أبى»!!..
فها هو مبارك قد خرج من محبسه، لا إلى القبر كما زعم العريان، لكن إلى المكان الذى اختاره، فكذب العريان وما صدق!! وها هو مرسى لم يتم مدته إلا ربعها، ثم ما لبث أن نزع الله منه الملك، ليلقى به فى غيابة الحبس والهوان وسوء الحساب، فكذب حجازى وما صدق!!..
لو صدق الإخوان مع ربهم فيما يدعون، أو كان لهم من الدين ومن الأخلاق أدنى نصيب، ما كذب الله أقوالهم هكذا على مشهد من الأمة وأحبط أعمالهم، وما كبهم على وجوههم فى الحضيض، وهوى بهم من سدة الحكم إلى غياهب السجن، وما فروا هنا وهناك كالجرذان، ولثبت قادتهم بالقول الثابت فى تحقيقات النيابة بدلاً من تنصلهم الذليل، وتراجعهم المهين كما صنع صفوت حجازى!! وما جعلهم اليوم هزوا فى البلاد، ومثلاً وعبرة للآخرين.
