تعالوا لمزيد من قراءة ما سطره قلم الكاتب الكبير محمد التابعى عام 1954 فقد كتب تحت عنوان «نعم.. حدث انقلاب!»، فقال: «انقلاب فى الرأى العام.. هذا هو الانقلاب الذى حدث، والذى كان أبعد ما يكون عن خاطر الإخوان المسلمين وتدبيرهم.. كان الرأى العام إلى ما قبل جريمة الإخوان الأخيرة - يقف موقفاً «مايعاً من جماعة الإخوان.. فريق منه كان يعطف على هذه الجماعة ويلتمس لها أسباب العذر مهما اقترفت من جرائم فى العهد السابق ظناً منه أنها جرائم طارئة وقعت فى ظروف عارضة تحت ضغط أسباب قاهرة، وأنها لن تتكرر!.. وفريق كان يقف من الجماعة موقف الحياد..
وفريق كان يغالب نفسه على حسن الظن بالجماعة ويؤثر التريث حتى يرى ما ستفعل هذه الجماعة فى العهد الجديد.. وفريق كان يسىء الظن بالإخوان وبدعوتهم ودعاواهم ولكنه اضطر أن يكتم سوء ظنه فى صدره بعد أن رأى الريح تملأ قلاع الإخوان، والتيار فى خدمة سفينة الإخوان.. وكل أمر مسير لخدمة مصالح الإخوان!!
ثم توالت الحوادث فى العام الأخير، وظهر الإخوان على حقيقتهم، وافتضح ما كان خافياً من أمرهم، وعرف الشعب الحقائق، وأن قيادة عصابة الإخوان تسلمت من «الضباط الأحرار» كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر لكى تستعملها فى معركة القناة.. لكن بعض هذه الأسلحة بيع لحساب بعض زعماء الجماعة لكى يقتنى به هذا البعض الأطيان ويشيد به العمارات.. والبعض الآخر أودع فى مخابئ سرية.. لا لاستعماله ضد الإنجليز وإنما لاستعماله ضد المواطنين المصريين.. زالت الغشاوة عن عين الشعب فرأى الإخوان على حقيقتهم أبشع ما تكون الحقيقة!!.. ولا تعليق.