x

النصف الآخر من الكوب

الخميس 05-09-2013 22:54 |

كنت وما زلت أؤمن بأن الأزمة التى يعيشها الشعب المصرى منذ سنوات- والتى تفاقمت منذ اندلاع ثورة 25 يناير، ثم انفجرت بعد ثورة 30 يونيو- هى أزمة مجتمعية قبل أى شىء، فلم يعد من الممكن- إن لم يكن من المستحيل- أن يواصل المجتمع المصرى نفس النهج المتبع خلال الفترة الماضية بين مهالك الانحطاط الفكرى واللاوعى السياسى والاحتكار الاقتصادى والانقسام الدينى والمذهبى والانهيار المعنوى!.. حان الوقت لكى يبدأ المجتمع المصرى بالتحسين من ذاته وأخلاقه- التى كانت تمثل إحدى نقاط قوته على الرغم من معاناته الاقتصادية المستمرة على مدار العقود الأخيرة، حان الوقت لكى يستعيد الشعب المصرى أمجاده الثقافية والفكرية والأخلاقية والفنية وحتى الرياضية..

لابد ألا تقتصر الثورة على إسقاط نظام- أو فى الحالة المصرية نظامين- وإنما يجب العمل فى الوقت الحالى على تغيير رؤيتنا للواقع وللعالم المتطور الذى نعيش فيه، لابد أن نعلم أن الإنسان يجب أن يكون هو المراقب الأول لأفعاله، هو أمين الشرطة على أخطائه، ولابد أن يعى كل منا أنه يجب أن يكون وكيل نيابة نفسه حتى يتسنى لنا كمجتمع أن ننهض بالشكل المأمول لنحقق أهداف الثورة التى يتجاوز بكثير قياس نجاحها الاكتفاء بإسقاط أنظمة بعينها. والاحتفال فى الشوارع!.. إن الثورات المتكاملة تقوم بها الشعوب وتستفيد منها من خلال إحداث «انقلاب» وتغيير جذرى على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والحقوقية، ليس فقط لدى الطرف الآخر- أى النظام أو الحكومة- بل داخل المجتمع نفسه.. لقد قام الشعب المصرى بثورة مميزة سيذكرها التاريخ، ولكن دعونا نبذل قصارى جهدنا حتى نصبح المستفيدين منها، لكى يتذكرها التاريخ على النحو الذى نأمله!

دبلوماسى بوزارة الخارجية

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية