المحبة سمة من سمات الذات الإلهية، والكراهية سمة من السمات الشيطانية، ولأننا نؤمن بالله واليوم الآخر فعلينا أن نجسد الحب للآخرين، وهذا ما فعلناه فى منطقة مدينة النور بالقاهرة، حيث توجد بالمنطقة كنيستان واحدة أرثوذكسية وأخرى معمدانية إنجيلية، والكثير من المساجد، وقد تجمعنا معا فى أكثر من مناسبة؛ ففى أيام ثورة 25 يناير قمنا بمسيرات للوحدة الوطنية، ومن خلال اللقاءات أنشأنا «بيت العيلة» وشارك معنا الشيخ شاكر، إمام مسجد بالمنطقة، والقس بطرس، قس كنيسة العذراء مريم، والعبد لله..
اقترحنا أن نقوم بخطوات مهمة، منها مثلا أن ننزل إلى الشارع معا أسبوعياً أو كل أسبوعين، ونجمع الناس حولنا، ونتبادل الكلمات التى تحث على الأخلاق والمبادئ الإنسانية، ونتواصل مع أهالى المنطقة جميعا.. بالفعل نفذنا ذلك وكان نجاحاً مباركاً.. ومنها أيضا القيام بدور مميز فى الأعياد! ففى عيد الفطر الماضى أعددنا عددا من اللوحات الكبيرة والصغيرة وكتبنا عليها «جرجس وبطرس وحنا بيقولوا لأحمد ومحمد وحسن عيد فطر مبارك»..
كما قمنا بطبع ورق مقوى صغير مرسوم عليه صورة قلب داخل قلب مكتوب فيه «مسلم مسيحى إيد واحدة» ومن الداخل آية مسيحية وآية قرآنية تحث على الحب والقبول، وفى فجر العيد ذهبنا مع بعض الشباب إلى ساحات الصلاة، ورفعنا تلك اللوحات فى ساحات، وحينما رآنا المصلون بعد انتهاء صلاة العيد وكنا نوزع الورق الصغير، وعليه آية إنجيلية وآية قرآنية، رأينا الابتسامات تملأ وجوههم، وانطلقت الكلمات الجميلة تعبر عن مشاعر المحبة الصادقة وتصافحنا بكل حفاوة وتبادلنا التهنئة.. حقيقة شعب مصر طيب، محب بطبيعته، واللمسات الصغيرة لها وقع جميل وقمنا بتكرار هذه اللافتة فى عيد الأضحى المبارك العام الماضى.. وعلى النحو الآخر قام الشيخ شاكر وبعض الشباب فى عيد الميلاد وعيد القيامة بنفس العمل وكتبوا على عدد من البنرات «أحمد ومحمد وحسن بيقولوا لجرجس وبطرس وحنا كل سنة وانتم طيبين»..
مشاعر لا يعبر عنها.. كما اتفقنا مع الأهالى على أن أى مشكلة تحدث فى المنطقة يبلغ بها بيت العائلة ونئد الفتنة قبل ظهورها وقد كان!!.. أتمنى أن يكرَّر هذا النموذج ويفعّل فى كل ربوع مصر.. فنحن شعب واحد.. مصيرنا واحد ولن نسمح لأى أحد بأن يفرقنا!!
راعى الكنيسة المعمدانية