ما يدور على الساحة الآن محزن ومؤلم وهو حصاد ما زرعناه!!.. أعمال العنف الحالية تؤكد أن الدولة تقاعست كثيراً منذ مصرع الرئيس السادات فى تطهير المجتمع المصرى من جماعات العنف المتعددة، وفى استغلال إمكانياتها الإعلامية وغيرها لمناقشة الأفكار المنحرفة .. إذا تمعنا فى هؤلاء الذين يحملون حالياً الأسلحة بجميع أنواعها ويمارسون العنف نجدهم شباباً دون الثلاثين.. معظمهم ولد أثناء فترة حكم مبارك!!
ولعل أبناء هذا الجيل لا يعرفون كثيراً عن «مذبحة أسيوط» التى تمت صبيحة «عيد الأضحى» بعد يومين فقط من اغتيال الرئيس السادات!.. مذبحة راح ضحيتها 118 شخصاً منهم 12 مواطناً والباقى من ضباط وجنود الشرطة، كما أصيب المئات، كان معظم المهاجمين ينتمون إلى الجماعات الإسلامية «الجهاد»، أذكر منهم عاصم عبدالماجد وكرم زهدى وناجح إبراهيم وعصام دربالة وغيرهم.. !
تذكرت تلك المجزرة وأنا أتابع حادث كرداسة وغيره.. بعد تولى السادات الحكم أتاح للجماعات الإسلامية التواجد على الساحة فتنامت، وفى حكم مبارك صدرنا شبابنا إلى أفغانستان وغيرها ليحارب بداية لصالح الولايات المتحدة الأمريكية!! وللأسف خلال تلك العقود لم يقم الأزهر - وحتى الآن - بتصحيح المفاهيم، وتنقية التراث، ورفع مستوى الدعاة... إلخ، أما وسائل إعلامنا المرئية فجعلت مناظر العنف وسفك الدماء مستساغة لدى الجماهير خصوصاً الشباب، !! ترى هل سيتكاتف التعليم والإعلام والثقافة والمؤسسات الدينية وتضع خطة مستقبلية محكمة لرأب الصدع؟.. أتمنى!!