حين طلب الفريق أول عبدالفتاح السيسى من الشعب المصرى فى كلمة لم تجاوز الثلاث دقائق والأربعين ثانية، أن ينزل إلى الشارع يوم 26 يوليو ليعطيه تفويضاً فى ضرب العنف والإرهاب، نزل ثلاثون مليوناً ويزيد من جموع الجماهير الهادرة إلى الشوارع والميادين الرئيسية تلبية لطلب السيسى وتأييداً له، فضاقت بهم ولو اتسعت للمزيد لزادوا. وحين طلب من قبل الدكتور محمد البرادعى من الشعب المصرى عشية الاستفتاء على الدستور الإخوانى، فى بيان تليفزيونى مطول ملىء بالانفعالات كاد أن يبكى فيه، لا يقاطع الاستفتاء وأن يتوجه لصناديق الاقتراع ليقول «لا»، فإن دعوته لم تلق صدى لدى جماهير الشعب.
إذ من بين حوالى 52 مليون ناخب ممن لهم حق التصويت، لم يذهب إلى الصناديق سوى حوالى 17 مليوناً بنسبة 33٪ فقط تقريباً، ولم يصوت منهم بـ«لا» كطلب الدكتور البرادعى سوى ستة ملايين مواطن ومواطنة بنسبة 36٪ تقريباً ممن صوتوا. فيكون بذلك من لبى دعوة البرادعى بعدم مقاطعة الاستفتاء والذهاب إلى الصناديق لرفض الدستور الإخوانى، هم ستة ملايين فقط من إجمالى 52 مليوناً لهم حق التصويت، أى بنسبة لا تتعدى 11.5٪. الشعب المصرى شعب واع وحساس مرهف الحس، يعرف الزعيم الوطنى صادق النية والوطنية إذا صادفه فلا يخطئه، ومن ثم يلبى دعوته إذا دعاه ويسير وراءه إلى أقاصى الأرض، من أجل هذا نزل الشعب عن بكرة أبيه حين دعاه السيسى، وامتنع حين دعاه «البوب»
[email protected]